للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويقال إن أيلة هى القرية التى ذكرها الله تعالى فى كتابه حيث قال ﴿وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ (١).

وقد اختلف فى تعيين هذه القرية، فقال ابن عباس وعكرمة والسّدى هى أيلة، وعن ابن عباس أيضا أنها مدينة بين أيلة والطور، وعن الزهرى أنها طبرية، وقال قتادة وزيد بن أسلم: هى ساحل من سواحل الشام بين مدين وعينونة، يقال لها معناة، وسئل الحسين بن الفضل: هل تجد فى كتاب الله الحلال لا يأتيك إلا قوتا، والحرام يأتيك جزافا فقال نعم: فى قصة أيلة ﴿إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ﴾. (١)

قال وذكر المسعودى أن يوشع بن نون حارب السّميدع بن هرمز بن مالك العلقمى ملك الشام ببلد أيلة نحو مدين وقتله واحتوى على ملكه.

وذكر بعض ما ورد من أخبارها، ثم قال: قال ابن إسحاق، لما انتهى رسول الله إلى تبوك أتاه يحنة (٢) بن رؤبة صاحب أيلة وصالحه وأعطاه الجزية، وأتاء أهل جرباء وأذرح فأعطوه الجزية، وكتب لهم كتابا فهو عندهم وكتب ليحنة (١) بن رؤبة:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا أمنة من الله ومحمد النبى رسوله، ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة أساقفتهم وسائرهم فى البر والبحر لهم ذمة الله وذمة النبى، ومن كان معهم من أهل الشام وأهل اليمن وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثا فإنه لا يحول ما له دون نفسه، وأنه طيب لمن أخذه من الناس، وأنه لا يحل أن يمنعوا ماء يريدونه ولا طريقا يريدونه من برّ أو بحر.

هذا كتاب جهيم بن الصلت وشرحبيل بن حسنة بإذن رسول الله وكان ذلك فى سنة تسع من الهجرة.


(١) سورة الأعراف آية:١٦٣.
(٢) فى الأصل تحية والمثبت عن البداية والنهاية لابن كثير ٥/ ١٦ والسيرة الحلبية ٣/ ١٦٠ ط صبيح القاهرة، وكذا معجم البلدان: أيلة.