للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إرتفاع كل واحد منهما ثلاثون ذراعا أحدهما تمثاله، والآخر تمثال زوجته.

والأربعة الأخر إرتفاع الواحد منها عشرون ذراعا، وهى تماثيل أولاده الأربعة، واسمه منقوش على جدران سور معبد مقدس مزين بأنواع الزينة، كائن فى جنوب معبد ولكان، وكان فى داخل السور معبد صغير أهدى إلى وينوس اليونانية، وهى هلين بنت تانداد، وحول هذا السور كانت منازل اليونانيين، وكان خطهم قبلى معبد ولكان.

وقد بنى فرعون مصر لهذه المقدسة الأجنبية هذا المعبد. ولا يعلم لذلك سبب، فإن الفراعنة كانوا محافظين على عبادة أجدادهم، فهل غلب جمال هذه الأجنبية على لبه، حتى بنى لها معبدا قرب معبد أفتاه وأوزريس وإزيس، أو كان الحامل له على ذلك أمر آخر، والذى يغلب على الظن أن وينوس هذه كانت تسمى هاتور عند المصريين، وإنه كان لها فى ديار مصر معابد كثيرة وضرورة، كان لها معبد فى منف، واليونانيون غيّروا اسمها المذكور باسم وينوس، ونظموها فى سلك مقدسيهم.

وفرعون الذى ورث الملك عقبه، بنى الأبواب الغربية، ووضع أمامها تمثالين، إرتفاع الواحد منهما عشرون ذراعا.

ويسمى التمثال البحرى عند المصريين، تمثال الصيف، والقبلى تمثال الشتاء. وكانوا يحترمون تمثال الصيف ويقربون له الهدايا دون الثانى، وكان أمام الباب الشرقى تماثيل أعظم من البقية فى الزينة والفخامة.

وفى مبدأ إنشاء المدينة كان ولكان - أى أفتاه - يطلق على النار الربانية، يعنون العقل الغير المتناهى المدبر للعالم المقوّم كل شئ، وليس مرادهم النار الدنيوية، فكان اسم افتاه عند المصريين عبارة عن القادر الذى بيده كل شئ.

وفى عبارة طاطليس، أنه كان علما على الخالق لكل شئ.

وقد نقل عن ديودور الصقلى، أن كهنة مصر أخبروه أن أفتاه اسم أول من ملك مصر. وافتتح مانيتون المصرى سلسلة الملوك بالآلهة، فجعلها علما على