وقال أرستون: إنه هو الذى يزيد ماء النيل فى فصل الصيف، ويذهب لفرتينات.
وقال جابلنوسكى: هذه الكلمة مركبة من سير وأبى، ومعنى الأول:
عمود، والثانية: قياس. يعنى عمود القياس، وأن المقياس كان تحت رعاية أبيس.
ويزعم أن موسم دفنه إشارة لخفاء المقياس فى معبده مدة ثمانية أشهر، ولا يظهر للعيان إلا فى أربعة/أشهر الفيضان. ويستدل على ذلك بقوله: إن أبيس بعد موته كان يغمس فى حوض مقدس، فجعل ذلك إشارة إلى أن المقياس فى بئره التى كان يجعل فيها عمود المقياس فى وقت أبيس.
ويستفاد من أقوال المؤرخين، أنه كان فى المدينة عدة معابد لمقدسين.
فكان بها معبد ولكان المصرى، ومعبد أبيس، ومعبد إزيس، ومعبد سيرابيس، ولكن لا يعلم هل وجدت جميعها فى زمن واحد أو فى أزمان متعاقبة، بمعنى أنها تغيرت بتغير الأزمان والمقدسين والعبادة أيضا.
إلا أنه قد يؤخذ من مجموع كلامهم أن معبد ولكان أقدمها، وأن ظهوره كان مقارنا لظهور المدينة، وأن بناءه زمن منيس نفسه، ثم صار خلفاؤه فيما بعد يزيدون فى رونقه، وتحسينه، وتوسيعه، ويهدون إليه الهدايا الجزيلة جيلا بعد جيل، إلى أن دخلت الفرس أرض مصر وحصل ما حصل من تخريب المدينة، وسائر العمارات التى فى مدن القطر.
وقبل وفود هيرودوط على أرض مصر بتسعة قرون بنى فرعون مصر لهذا المقدس عمارة عظيمة فى جهته البحرية، وسيزوستريس حين عوده من فتوحاته، استعمل جميع الأسرى الذين أتى بهم إلى مصر، فى قطع الأحجار المهولة، التى بنى بها معبد ولكان. ووضع أمامه ستة تماثيل، إثنان منها