كان هذا المعبد فى جبل بساميوس، وهو الجبل الغربى: أى جبل ليبيا، الذى كانت مدينة منف قريبة منه، ونعنى بذلك جزء الجبل المرتفع من ابتداء هرم سقارة إلى هرم بوصير المتخرب، وكان به معبد (سبرابيس) فى موضع كثير الرمل، وفى زمن وفود إسترابون على مصر، كان بهذا الموضع طريق مزينة بصور أبى الهول من الجانبين، فهجمت عليها الرمال وغطتها. فلو أزيلت لظهرت تلك الصور، وظهرت هذه الطريق التى كانت فيما بين سقارة والهرم المدرج، وكانت توصل إلى معبد سبرابيس كالطريق التى وصفناها فى مدينة طيبة الموصلة لمعابدها.
وفى هذا المعبد كان يدفن الثور الذى يسمونه أبيس، وكان به مقياس للنيل. وعلى قول بوزا بناس: كان لا يصرح لأحد من الأغراب والقسيسين بدخوله فى سائر أوقات السنة، ما عدا الوقت الذى كان يدفن فيه الثور.
والمؤرخون مختلفون فى قدم هذا المعبد. وفى زمن البطالسة جعل له معبد عظيم بمدينة الأسكندرية، وكان ماء النيل يصل إلى مقياس معبد مدينة منفيس بالسهولة.
وبهذا كانت تعلم درجة علوّ النيل أيام فيضانه.
وفى زمن ديودور واسترابون، كان هذا المقياس أشهر جميع المقاييس التى كانت فى الجهات الأخر.
وذكر بولوتارك أن من المقاييس: مقياسا فى جزيرة أسوان، ومقياسا فى أسوان نفسها، ومقياسا فى مدينة منديس، ومقياسا فى سخا المسماة عند الأقدمين أكسويس.
وذكر أرسطو مقياسا فى قفط، ومقياسا فى مدينة نابوبيس، وآخر فى مدينة هرمنتيس.
وقال بولوتارك العالم بأحوال مصر: إن كلمة سيرابيس مصرية. والعلائق التى بينه وبين الثور أبيس ترجح قول بوزيناس وقول سويداس: إن بعض الناس