سمالوط بالقرب منها، فلعل الجزيرة التى تقدم القول عليها-المعروفة بجزيرة بنى حسن-كانت مشتملة على مبان شهيرة كمقياس للنيل، فأطلق عليها اسم كو، وكانت المدينة الأصلية فى محل الدير والقرية الجديدين، وبين سمالوط والبحر الأعظم نحو ثلثمائة قصبة، والإبراهيمية والسكة الحديد يمران من شرقيها، وتكسب أهلها من الزراعة والتجارة وفيها عائلة الشريعى، بيتهم من البيوت المشهورة من زمن قديم وهو مورد للأغراب والفقراء، ويقال أنه يعمل عندهم الرغيف ربع ويبة كبيت أبى مناع فى بلاد قنا، وبيت أبى فواز فى العسيرات، ولهم بستان فيه أنواع الفواكه وبه قصر كقصور مصر، ومنهم حسن باشا كان مديرا بالجيزة ثم بالدقهلية، ثم صار رئيس مجلس الاستئناف بمديرية أسيوط، ثم تولى نظارة ديوان عموم الأوقاف، وكان والده على أفندى الشريعى باشمعاون مديرية من مدة أحمد باشا طاهر إلى أن توفى، وفيها مساجد عامرة وبيوتها من الآجر واللبن وفيها نخيل وأشجار، وفى شمال هذه القرية بقدر ألف ومائتين وخمسين مترا أنشأ الخديوى إسماعيل باشا فوريقة لعصر القصب وعمل السكر، آلاتها فرانساوية مثل فوريقة مطاى، وبجوارها كافة ما يلزم لها من الورش ومساكن المستخدمين، وأمامها محطة السكة الحديد ويتفرع منها فرع يوصل إلى الفوريقة وفرع يوصل إلى مرسى المراكب، وأطيان هذا التفتيش عشرة آلاف فدان، يزرع منها قصبا خمسة آلاف وخمسمائة والباقى يزرع حبوبا وقطنا وغير ذلك، ويتحصل من الفوريقة يوميا خمسمائة قنطار سكرا أبيض حبا، ومائتا قنطار سكرا أحمر أقماع، وأربعون قنطار اسبيرتو، ومحصولها سنويا خمسون ألف قنطار من السكر الأبيض وعشرون ألفا من الأحمر واثنا عشر ألفا من السبيرتو، ومن حوادث هذه القرية ما فى «نزهة الناظرين» أن الأمير محمد بيك حاكم الصعيد أرسل كتخداه قانصوه بثلثمائة من العسكر فى سنة سبع وستين وألف إلى ناحية سمالوط؛ لينهبوا شون غلالها ويحرقوا ما بقى بعد النهب، فلما وصلوا إلى البلد واجههم أهل البلد وأعانهم أهل البلاد المجاورة فمنعوهم عن الوصول إلى الغلال، فلما