البشبيشى والشيخ أحمد الملوى والشيخ محمد الصغير وغيرهم، ومن أجل شيوخه الشيخ محمد البديرى الدمياطى الشهير بابن الميت، أخذ عنه التفسير والحديث والمسلسلات والمسندات والإحياء للإمام الغزالى، وصحيح البخارى ومسلم وسنن ابن ماجه والموطأ ومسند الشافعى والمعجم الكبير للطبرانى وصحيح ابن حبان وغير ذلك، ولازم الدروس حتى مهر، وأفاد فى حياة أشياخه وأجازوه بالإفتاء والتدريس.
فدرس الكتب الدقيقة مثل جمع الجوامع ومختصر السعد وغير ذلك من كتب المنطق، وحين جلوسه للإفادة لازمه جل طلبة العلم، وكان إذ ذاك فى شدة من ضيق العيش والنفقة ثم بعد مدة اشتغل بنسخ الكتب فشق عليه ذلك خوفا من انقطاعه عن العلم، فبينما هو فى بعض الدروس إذ جاءه رجل وانتظره حتى فرغ من الدرس، فقال له يا سيدى أريد أن أكلمك كلمتين وأشار إلى مكان قريب فسار معه حتى انتهيا إلى المدرسة العينية فدخلا معا ثم جلسا، فأخرج الرجل محرمة مملوءة بالدراهم وقال:
يا سيدى فلان يسلم عليك وقد بعث لك معى هذه الدراهم ويريد أن يحظى بقبولها فأخذها منه وفتحها وملأ كفه من الدراهم وأراد أن يعطيها له، فامتنع وحلف لا يأخذ منها شيئا ثم فارقه ذلك الرجل فذهب الشيخ إلى البيت وكسر الأقلام والدواة فأقبلت عليه الدنيا من حينئذ/وكان يتردد إلى زاوية الشيخ شاهين الخلوتى فى سفح الجبل ويمكث فيها الليالى متحنثا-أى متعبدا-وأقبل على العلم وعقد الدروس وختم الختوم بحضرة جميع العلماء، وكان الشيخ مصطفى العزيزى إذا رفع إليه سؤال يرسله إليه واشتغل بعلم العروض أياما حتى برع فيه، وعانى النظم والنثر وتخرج عليه غالب أهل عصره كأخيه العلامة الشيخ يوسف والشيخ إسمعيل الغنيمى، صاحب التآليف البديعة، والتحريرات الرفيعة، المتوفى سنة إحدى وستين وشيخ الشيوخ على العدوى والشيخ محمد الغيلانى وغيرهم.
ومن مؤلفاته المشهورة حاشية على شرح رسالة العضد للسعد وحاشية على الشنشورى فى علم الفرائض، وحاشية على مختصر السعد، وحاشية على شرح السمرقندى للياسمينية فى الجبر والمقابلة وغير ذلك، وكان كريم الطبع جدا وليس للدنيا عنده قدر ولا قيمة، كريم السجايا مهيب الشكل عظيم اللحية أبيضها.
ومن مكارم أخلاقه إصغاؤه لكلام كل متكلم وكان إذا سأله إنسان أعز حاجة