للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبأعلى ذلك ستة عشر شباكا وفوق ذلك نقش قديم بماء الذهب، وفى أعلى القبة فى دائر مركزها مكتوب بماء الذهب: ﴿(أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(١) وفى الجهة الغربية من القبة لوح فيه بخط السلطان عبد المجيد حديث: «عالم قريش يملأ طباق الأرض علما» (٢)، وفى الحائط البحرية رخامة مكتوب فيها: أمر بتجديد هذه القبة مولانا السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى عز نصره. وتكملة ذلك فى الحائط الغربية: وكان الفراغ من ذلك فى شهر جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وثمانمائة.

وبداخلها ثلاثة محاريب من الرخام الملون.

/وبلصق المقصورة مقصورتان من الخشب بالصبغ الأخضر فى إحداهما قبور أولاد عبد الحكم وسنذكر تراجمهم. وهناك مقاصير أخر بإحداها قبر الملكة شمسة والدة السلطان الملك الكامل الأيوبى، وفى أخرى قبر السلطان عثمان بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وبأعلى القبة من الخارج مركب صغيرة فوق هلال من نحاس تسع من الحب قدر نصف أردب يوضع فيها الحب لأكل الطيور، وفيها سلسلة من حديد لأجل إمكان الصعود إليها. وقد قيل فيها وفى القبة عدة أشعار مذكورة فى المقريزى وغيره منها قول الكاتب بن ملهم:

مررت على قبة الشافعى … فعاين طرفى عليها العشارى

فقلت لصحبى: لا تعجبوا … فإن المراكب فوق البحار

ومنها لعلاء الدين النابلسى:

لقد أصبح الشافعىّ الإما … م فينا له مذهب مذهب

ولو لم يكن بحر (٣) … علم لما

غدا وعلى قبره مركب

وقال آخر:

أتيت لقبر الشافعىّ أزوره … تعرضنا فلك وما عنده بحر

فقلت: تعالى الله تلك إشارة … تشير بأن البحر قد ضمه القبر


(١) سورة يونس: ٦٢.
(٢) هذا الحديث: أورده الطيالسى فى مسنده وفى سند مجهول وله شواهد. قال العراقى: روى عن الصغانى فى زعمه أنه موضوع وليس بموضوع ولكن لا يخلو عن ضعف. راجع (تمييز الطيب من الخبيث الديبع).
(٣) رواية المؤلف: ولو لم يكن بحر علم لنا. وما أثبت عن رواية (الحقيقة والمجاز فى الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز للنابلسى ص ١٩٢ تقديم وإعداد. د. أحمد عبد المجيد هريدى ط الهيئة.).