ومن داخل الباب باب آخر وعلى البرزخ الشريف مقصورة مربعة من الخشب المرصع بالصدف والعاج، وفى كل زاوية من زواياها ثلاث صفائح من الفضة، وضبّة باب المقصورة مصفحة بالفضة ولها قفيز من الفضة، وبأعلى بابها أبيات مكتوبة بالصدف:
إن الإمام الشافعى محمدا … سلطان مصر له أجل علوم
ناهيك فى ورد الحديث بفضله … العالم القرشى فى الإسلام
بالعلم قد ملأ الطباق فأرخت … لمحمد للناس خير إمام
١٢٢ ١٧١ ٨١٠ ٨٢ - سنة ١١٨٥
وبأعلى ذلك طرة فيها بعض أوصاف النبى ﷺ وحولها خمس دوائر فيها لفظ الجلالة وأسماء الخلفاء الأربعة، وفى سقف المقصورة مركب صغيرة من الفضة معلقة فوق البرزخ، وبجانبها عمود من الرخام منقوش فيه: بسم الله الرحمن الرحيم:
﴿(وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاّ ما سَعى * وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى * ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى)﴾ (١) هذا قبر الإمام السيد أبى عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب ابن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف جد النبى ﷺ، ولد ﵁ سنة خمسين ومائة، وعاش إلى سنة أربع ومائتين، ومات يوم الجمعة آخر يوم من رجب من السنة المذكورة، ودفن فى يومه بعد العصر ﵁ وأرضاه آمين. ويكتنف ذلك العمود شمعدانان كبيران من الفضة موضوعان على تختة من الخشب وحواليها قناديل من البلور الأبيض والأزرق، وأسفل القبة مكسوفى دائرها بالرخام الملون فى ارتفاع مترين وأربعة أخماس متر، وبأعلى ذلك كرنيش من خشب عرضه نحو نصف متر، وبأعلى ذلك برواز من خشب منقوش فيه قصيدة بالليقة الذهبية وكرنيش عليه كتابة كوفية، وفوقه إزار فيه سورة الفتح بالليقة الذهبية أيضا، وفى أركانها أربع كوش من البناء عليها سورة يس بهاء الذهب، وبين كل كوشتين خمسة شبابيك مصنوعة بالجبس والزجاج الملون، وبأعلى ذلك كرنيش فى دائرها عليه آيات قرآنية بماء الذهب، وفيه: أمر بتجديد هذه القبة المباركة على التخصيص وتشييد أفنان وضعها بفنون النقش والترصيص عزيز مصر الحاكم بأمر الله أيد الله بالنصر لواه، وبلغه قصده ورجاه إنه الملك اللطيف ببركة صاحب هذا المقام الشريف.