وبهذه القبة أيضا قبر السلطان عثمان ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وقبر أمه شمسه، انتهى.
وفى بدائع الزهور: أن الملك الكامل لما توفيت أمه دفنها عند الإمام الشافعى، ثم شرع فى بناء القبة التى على ضريح الإمام ولم تعمر فى الدنيا قبة مثلها، وأنشأ بها خلاوى برسم الصوفية وحماما وبنى مجراة تنقل من بركة الحبش فى أيام النيل بسواق إلى تربة الإمام وهى باقية إلى الآن، وأنشأ هناك الحوض الذى على الطريق السالكة فكان كما قيل فيها وفى السفينة التى على القبة:
من الكوثر الأعين الجاريه … لها قبة تحتها سيد
وبحر لها فوقه جاريه … إليها الذى يلتجى بسعد
/انتهى. وكانت السواقى ثلاثة:
إحداها: فى الجبل عند مزرعة تعرف بحوض عفصة وتعرف إلى الآن بساقية أم السلطان، وكان الماء ينقل إليها بواسطة مجراة من الحجر من ساقية مبنية بالحجر تعرف بالنقّالة، وينقل إلى هذه أيضا من ساقية بدير الطين مبنية على حرف النيل، وبين ساقية أم السلطان والإمام الشافعى مجراة باقية إلى الآن على عيون من الحجر كعيون مجراة القلعة، وعليها أسبلة توصل إلى سيدى عقبة والإمام الليث وإلى ساقية الخزانة بالإمام الشافعى، وقد استغنى عنها الآن بالماسورة المارّة الذكر.
وفى الجبرتى: أن على بيك الكبير جدد هذه القبة وكشف ما عليها من الرصاص القديم من أيام الملك الكامل وقد تشعّث وصدئ فجدد ما تحته من الخشب البالى بخشب نقى جديد، ثم جعلوا عليه صفائح الرصاص المسبوك الجديد المثبت بالمسامير العظيمة، وجدد نقوش القبة من داخل بالذهب واللازورد والأصباغ، وكتب بإفريزها تاريخا منظوما انتهى.
وهى قبة شاهقة متسعة مصفح ظاهرها بالرصاص، وقبل الدخول من بابها مكتوب بجوار باب السبيل فى قطعة رخام هيئة طرة هذا البيت:
هذه جنات عدن … فادخلوها خالدين
وباب القبة من الرخام عليه باب ضفتان من الخشب المصفح بالفضة، وبأعلاه فى لوح من الرخام هذان البيتان: