فقال عمر: هل ههنا أحد من القرنيين، فجاء ذلك الرجل. فقال عمر: إن رسول الله ﷺ قد قال: «إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم، وقد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا مثل الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم.» فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتى أهله، فقال أويس: ما هذه بعادتك، فقال: سمعت عمر يقول كذا وكذا فاستغفر لى، قال: لا أفعل حتى تجعل لى عليك أنك لا تسخر بى ولا تذكر قول عمر لأحد فاستغفر له.
وروى أن عمر قال له لما وفد من اليمن: سمعت رسول ﷺ يقول: «يأتى عليكم أويس بن عامر مع إمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لى فاستغفر له. انتهى باختصار، انظر أسد الغابة (١).
وفى البرنبل هذه يعمل له مولد كل سنة فى مبادى زيادة النيل، تهرع إليه الزوار من البحيرة والصعيد ويكون فيه بيع وشراء لكنه ليس على هيئة غيره من الموالد وذلك أنه عند الميعاد السنوى يأتون إليه يوم الأربعاء فيمكثون هناك أربعة أيام مشتغلين بالأذكار وقراءة القرآن واللعب بالخيل وخلافها، ويذبحون الذبائح بكثرة ويطعمون الطعام، وفى اليوم الرابع ينصرفون ثم يرجعون يوم الأربعاء فيفعلون كذلك، وفى اليوم الرابع ينصرفون وهكذا حتى يمضى ثلاثون يوما.
وفى جهات الصعيد يعمل موالد بكثرة لمشاهير من أكابر الأولياء مثل مولد سيدى على الروبى فى مدينة الفيوم كل سنة فى نصف شعبان، ومولد الشلقامى فى ناحية آية الوقف، ومولد الشيخ عبد اللطيف فى ناحية القايات، ومولد البهنسا لغراء وكلها تعمل قبل زيادة النيل، ومولد سيدى محمد الفرغلى فى بندر بوتيج من إقليم أسيوط، ومولد