فأقر ذلك بالخزانة وأنعم على ابن البارزى بأن يكون خطيبا وخازن الكتب هو ومن بعده من ذريته.
وفى يوم الجمعة ثانى جمادى الأولى سنة عشرين أقيمت الجمعة به ولم يكمل منه سوى الإيوان القبلى.
وفى يوم السبت خامس شهر رمضان منها ابتدئ بهدم ملك بجوار ربع الملك الظاهر بيبرس مما اشتراه الأمير فخر الدين عبد الغنى بن أبى الفرج الاستادار ليعمل ميضأة واستمر العمل هناك، ولازم الأمير فخر الدين الإقامة بنفسه واستعمل مماليكه وجد فى العمل كل يوم فكملت فى سلخه بعد خمسة/وعشرين يوما ووقع الشروع فى بناء حوانيت على بابها من جهة تحت الربع يعلوها طباق.
وبلغت النفقة على هذا الجامع إلى أخريات شهر رمضان سنة عشرين سوى عمارة الأمير فخر الدين المذكور زيادة على سبعين ألف دينارا.
وفى ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين ظهر بالمئذنة التى أنشئت على بدنة باب زويلة التى تلى الجامع اعوجاج إلى جهة دار التفاح. فكتب محضر من جماعة المهندسين أنها مستحقة الهدم وعرض على السلطان فرسم بهدمها فهدمت، وسقط منها حجر على ملك تجاه باب زويلة هلك تحته رجل فغلق باب زويلة خوفا على المارة مدة ثلاثين يوما، ولم يعهد مثل هذا قط منذ بنيت القاهرة.
وقال أدباء العصر فى سقوط المنارة المذكورة شعرا، ومن أحسنه ما قاله الأديب شمس الدين محمد بن أحمد بن كمال الجوجرى أحد الشهود:
منارة لثواب الله قد بنيت … فكيف هدت فقالوا نوضح الخبرا
أصابت العين أحجارا بها انفلقت … ونظرة العين قالوا تفلق الحجرا
وفى سنة اثنتين وعشرين رتبت فيه الدروس للشافعية والمالكية والحنابلة، وخلع على مشايخ الدروس بحضرة السلطان؛ فدرس ابن حجر بالمحراب وأقبل السلطان ليحضر عنده فى إلقاء الدرس ومنعه من القيام له فاستمر جالسا فيما هو بصدده وجلس عنده مليا، ورتب فيه أيضا فى تلك السنة تدريس القراءات السبع.
وفى يوم الجمعة الحادى والعشرين من شوال من هذه السنة نزل السلطان إلى هذا الجامع وأمر المباشرين بمد السماط العظيم والسكر الكثير؛ فملئت البركة التى بالصحن من