ثم قال صاحب الخلاصة: وقد ذكره والدى المرحوم وأطنب فى ترجمته، ثم قال: لازم شيخ الإسلام صنع الله بن جعفر المفتى ودرس بمدارس قسطنطينية إلى أن وصل إلى إحدى مدارس السلطان سليمان وولى منها قضاء القضاة بالشام خمسة وأربعين يوما ثم عزل، ثم بعد زمن ولى قضاء القدس، ثم بعد ذلك ولى قضاء بروسة وأدرنه وقسطنطينية، وأعطى أخيرا رتبة قضاء العسكر باناطولى ثم قال: قال والدى: وقد تشرفت به فى سفرتى الثانية إلى الروم سنة ثلاث وسبعين وألف ثم لزمته، وكنت إذا اجتمعت به يتنور باطنى وظاهرى من مخاطبته وينشرح لسماع فوائده صدرى من محاضرته، وأنشدته مرة قولى وأنا فى شدة من الحال:
الحال غدا يكلّ عنه الشّرح … من سكرته متى زمانى يصحو
أبواب مطالبى جميعا سدّت … مولاى عسى يكون منك الفتح
فأنشدنى لنفسه قوله:
فلا تحزن إذا ما سدّ باب … فإنّ الله يفتح ألف باب
وله تخميس مشهور فى صاحب البهجة والنور أوله:
يا حادى العيس إن حفّت بك الكرب … الحق هديت بركب ساقه الطرب