للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد عالج الأمير نوح بن نصر صاحب خراسان فبرأ على يده بإذن الله، فأدخله مكتبة له فيها من كل فمن من الكتب النادرة الوجود، فاستفاد منها أشياء لم يدركها سواه، واتفق أن المكتبة احترقت بعد مدة فقيل: إنه هو السبب فى إحراقها لقصد أن ينفرد بالمعارف، ولم يكمل عمره ثمان عشرة سنة حتى أكمل العلوم بأسرها، وتقلد هو وأبوه الأعمال للسلطان، وكان على زى الفقهاء يلبس الطيلسان وانتقل إلى كركانج قصبة خوارزم، ثم إلى نيسابور وإلى دهستان، وإلى جرجان وصنف بها الكتاب الأوسط ولذا يقال له الأوسط الجرجانى، ثم انتقل إلى الرى، ثم إلى قزوين ثم إلى همذان، وتقلد الوزارة لشمس الدولة مدة، ثم انتقل الى أصبهان.

وله من التصانيف ما يقارب المائة ما بين مختصر ومطول منها: كتاب الشفاء فى الحكمة، وكتاب النجاة، والإشارات، والقانون وغير ذلك، وهو أحد فلاسفة المسلمين، وبالجملة ففضائله مشهورة وكانت ولادته فى شهر صفر سنة ثمانين وثلاثمائة وتوّفى بهمذان يوم/الجمعة من رمضان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ودفن بها.

قال ابن الوردى فى تاريخه المشهور: إن الغزالى كفّر ابن سينا فى كتابه «المنقد من الضلال»، وكفر الفارابى أيضا قال. قال: فى المنقذ من الضلال إن مجموع ما غلطا فيه من الإلهيات يرجع إلى عشرين أصلا، يجب تكفيرهما فى ثلاثة منها وتبديعهما فى سبعة عشر.

أما المسائل الثلاث فقد قالا: إن الأجساد لا تحشر وإنما المثاب والمعاقب الأرواح، وقالا: إن الله يعلم الكليات دون الجزئيات، وقالا: بقدم العالم واعتقاد هذا كفر صريح نعوذ بالله منه انتهى.

وقد أطال المقريزى الكلام على مدينة أنصنا فراجعه وفى آخر حدودها من الجهة الغربية القرية المعروفة الآن بالشيخ عبادة من قسم ملوى بمديرية أسيوط، سميت باسم ولىّ مدفون بها وله فيها جامع بمنارة، وللأهالى فيه اعتقاد كبير، ويكثرون من زيارته وبعضهم يعتقد أنه