وكانت أفراد سلسلة ذينك النسبين مشتتة فى صفحات الأسفار، منتثرة بأنحاء الكتب الجمة.
وكانت شريطتنا فى هذا الكتاب، أن لا نقدم على إثبات شئ فيه جزافا، بل لا بد من الفحص عنه وتأمله، وبذل الجهد بما يصل إليه الإمكان فى تحقيقه لدينا، أو لدى من نثق به من أفاضل العلماء.
شرعنا فى ذلك، وساعدنا عليه كل من حضرة الأستاذ العلامة، والملاذ الفهامة الشيخ حمزة فتح الله مفتش الدروس العربية بالمدارس الملكية، والعلامة الأديب، والجهبذ الأريب الشيخ عثمان مدوخ، والأستاذ الفاضل، والهمام الكامل الشيخ حسن السقا خطيب الجامع الأزهر فاجتهدوا-حفظهم الله-وبذلوا وسعهم، واطلعوا معنا على جملة شجرات من هذا النسب الكريم، وعلى كثير من الحجج الشرعية، والوقفيات القديمة، وعلى كثير مما بخزانتنا، وخزانة السادة البكرية من الكتب، كتاريخ ابن خلكان وذيله، وخلاصة الأثر، وسلك الدرر وطبقات الشعرانى، وخطط المقريزى، وحسن المحاضرة، إلى غير ذلك من الكتب الغريبة الجليلة التى لا تحصى كثرة، حتى كملت هذه الفكاهة الشهية، والنميقة الرخيمة، المهفهفة البهية، مرصعة باللآلئ تراجم بعض أهل هذا البيت الكريم، ونسبهم العالى الفخيم، بعد إفراغ الجهد فى تحريرها وتهذيبها، وبذل الوسع فى تطريزها وتذهيبها، وهذه أبكار عرائسها تجلى لديك، وجمل نفائسها تتلى عليك فنقول: