الطانطيقى وفمه عند اتريب، فما ذكره (الإدريسى) هو الخليج الذى سماه فيما بعد خليج شنشا، وبيان ذلك أن هذا الجغرافى قال: من يريد الذهاب من دمسيس إلى تنيس بالسير على النيل، يسير على النهر مسافة ميلين إلى منية (بدر) ومنها يسير في خليج شنشا الخارج من الشرق، فيصل إلى شنشا ثم إلى البوهات، وهى القرية الواقعة على الشاطئ الشرقى على بعد أربعة وعشرين ميلا من الأولى، ومن هذا الموضع إلى (صنفاص) مسافة ثمانية عشر ميلا، ومنه يسير برا إلى جهة الغرب فيصل إلى طناح بعد خمسة وعشرين ميلا، وهى على الشاطئ الشرقى لخليج تنيس، ثم قال بعد ذلك: إن من يريد التوجه من دمسيس إلى تنيس بالسير على النيل، يلزمه أولا أن يصل إلى طلخا وعندها ينقسم النيل إلى فرعين، أحدهما يجرى إلى الغرب نحو دمياط، وثانيهما إلى الشرق نحو بحيرة تنيس، فيسير على هذا الأخير حتى يصل إلى (منية شهار) الموضوعة على الشاطئ/الغربى، ثم منها إلى (محلة الدمنة) على بعد خمسة أميال على الشاطئ الشرقى، ومن هذا الموضع على بعد اثنى عشر ميلا يصل إلى كبار (البظباظ)، وبعد خمسة عشر ميلا يصل إلى (دمويه)، ومن هذه البلدة إلى مدينة طناح الموضوعة على الشاطئ الشرقى ميلان فقط، ومن طناح إلى أشموس عشرة أميال، والظاهر أن (دنويل) لم يقف على حقيقة كلام الإدريسى، بل غلط فى فهمه، وسبب ذلك زعمه أن مدينة صفناس أو صنفاص، هى فى محل المدينة القديمة التى كانت بالقرب من مدينة الطينة، وذكرها القبط فى كتبهم مع أن هذا مخالف لما ذكره الإدريسى، ولعل ذكر مدينة صفناس غلط من الكتبة، لأن أحد دفاتر التعداد فيه مدينة صنفاص، وفى أحدها شنفاص، وفى كلا الدفترين جعلت هى ومدينة (شنشا) فى مديرية الدقهلية والمرتاحية، ومعلوم أن حدود هذه المديرية لم تمتد إلى الموضع الذى ذهب إليه دنويل.