للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي المقريزى عند تكلمه على قبائل العرب الذين سكنوا مصر حين الفتح، ذكر أن قبيلتى لخم وجذام سكنوا فى أخطاط طبريا، واطليل، وصان. انتهى.

وكانت صان زمن المؤرخ يوسف الإسرائيلى قد انحطت عن قدرها، وأخذت فى التقهقر بسبب قربها من مدينة تنيس التى كانت أخذت فى الشهرة، واتسعت دائرة التجارة بها لقربها من البحر، حتى وردها كثير من الأغراب، وانتقل إليها كثير من أهالى تانيس، وهذا هو سبب ذكر مدينة تنيس فى كتب العرب أكثر من ذكر تانيس، مع أن مدينة تانيس كانت من مساكن الملوك كما قال (مرييت) فى كتابه أن تانيس (صان) هى مقر فراعنة العائلة الحادية والعشرين، والثالثة والعشرين، وكانت مدة الأولى مائة وثلاثين سنة، وملوكها سبعة، والثانية تسعا وثمانين سنة، وملوكها أربعة، ولم يمكن معرفة الوقت الذى خرّبت فيه هذه المدينة، وأول من عين موضعها الأب (سيكار)، وقال: إنها فى الجنوب الغربى من مدينة الطينة، وعلى بعد يوم منها، وقال بعض السياحين: يلزم المسافر إليها من دمياط أن يسافر ثلاثة أيام ذهابا وإيابا، وأنها فى مديرية الصالحية، وعلى بعد ستة فراسخ من بحيرة المنزلة، ونصف فرسخ من بحر مويس، وخرابها يمتد كثيرا فى طول شاطئه، وبها آثار سبع مسلات، وبعض قطع تماثيل يرى عليها اسم (منفتا) الثانى، وظن (دنويل) بناء على قول (الادريسى)، أن مدينة تانيس محلها مدينة طناح، لأنه ذكر أن مدينة طناح على فرع مدينة تنيس، ولم يعتمد هذا القول (كترمير)، وقال (الادريسى) بعد أن تكلم على الفرع الخارج من فرع النيل الشرقى تحت مدينة (أنطوهى) المتوجه إلى الغرب، إنهما يجتمعان عند شبرى ودمسيس، وعلى بعد صغير من هذا الموضع، ينقسم الفرع الأول إلى فرعين، أحدهما يتوجه إلى الشرق نحو تنيس، والثانى يتوجه إلى الغرب نحو دمياط، والظاهر أن الفرع الخارج من النيل تحت دمسيس خلاف فرع مويس الذى هو الخليج