للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وولى مشيخة سعيد السعداء مدة واتخذ بظاهر القاهرة فى المقس زاوية، فأقام بها يحسن إلى الطلبة ويحثهم على التفقه ويرتب لهم ما يأكلون ويسعى لهم فى الأرزاق، حتى كان أكثر فضلاء الطلبة بالقاهرة من تلامذته، ووقف بها كتبا جليلة، ورتب بها دروسا وطلبة، وحبس عليها رزقة ونحو ذلك.

وممن أخذ عنه الولى العراقى، والجمال بن ظهيرة، وابن الجزرى، والحافظ ابن حجر والعز محمد بن عبد السلام المنوفى، وآخر من تفقه به الشمس الشنشى والزين الشنوانى، كل ذلك مع حسن الأخلاق وجميل العشرة ومزيد التواضع والتقشف والتعبد وطرح التكلف وحسن السّمت ومحبة الفقراء بحيث قلّ أن ترى العيون مثله.

وذكره العثمانى فى الطبقات فقال: الورع المحقق مفتى المسلمين شيخ الشيوخ بالديار المصرية ومدرس الجامع الأزهر، له مصنفات يألفه الصالحون وتحبه الأكابر وفضله معروف، وللناس فيه اعتقاد وقد حجّ كثيرا وجاور وحدث هناك وأقرأ ثم رجع فمات فى الطريق فى يوم الأربعاء ثامن المحرم سنة اثنتين وثمانمائة بمنزلة كفافة فحمل إلى المويلح، ثم حمل إلى عيون القصب فدفن بها وقبره بها يتبرك به الحجيج وعملت له قبة.

قال الشمس السخاوى: قد زرته وأصل القبة لبهادر الجمالى الناصرى، أمير الحاج كما قرأته على لوح قبره، وأنه مات فى رجوعه من الحج فى ذى الحجة سنة ست وثلاثين وستمائة، وقبل الدخول إليها مكان آخر، وأظنه محل دفن الشيخ ولا قبة تعلوه اه.