عليه الآن، من تهيئة لوازمه وخروجه من المحروسة إلى أن يعود إليها، حسبما وصفه كاتب الصرة الشيخ أحمد الفقيه العرقان، الملازم لذلك كل سنة، منذ أربع عشرة سنة إلى الآن.
قال: إن أعظم ما يشتمل عليه موكب الحج الشريف المصرى هو كسوة الكعبة شرفها الله تعالى، بما تشتمل عليه من كسوة مقام الخليل ﵇، وستارة باب التوبة، وبيارق الكعبة والمنبر.
وإرسال ذلك من مصر كل سنة عادة مستمرة بها، وأول من أحدثها شجرة الدر.
فتنسج الكسوة بالقاهرة المحروسة فى ورشة التشغيل بجهة الخرنفش، والذى هى عليه الآن أن يختار أولا نوع الحرير اللازم لها بمعرفة أهل الخبرة، ثم تقع المزايدة عليه بين تجاره فى ديوان المحافظة، فمن يرسو عليه المزاد يؤخذ منه القدر الكافى وهو سبعمائة أقة، فيسلم للفتالة فيفتلونه، ثم يسلم للصباغين فيصبغ بالنيلة بلون إسكندرانى كامل، ثم يسلم للمزاك فيمزك، أى يصلح مما حصل به من أثر الشيل والحط ونحوه، ثم يلف عند اللفاف لفائف، لفائف ثم يصير لقيه، أى تسديته بطرف الملقى، ثم يسلم فى ورشة التشغيل لأسطاوات النوالة، وهم عشرون، فينسجونه على أربعة أنوال لأجل أخذ الكشاوير اللازمة بالجبذ، على حسب رسم الكتابة التى يراد نقشها عليها، ثم يؤخذ ما يلزم تخييشه بالقصب الأبيض والأصفر على الرسم المصنوع بالنول، فيصير تخييشه على المناسج وذلك أربع قطع هى أحزمة الكعبة الشريفة، وأربع لمقام الخليل، وقطعة هى البرقع وبيارق المنبر، ومقدار ما يكفى ذلك من المخيش يختلف من خمسة وعشرين ألف مثقال إلى ثلاثين من التلى الجيد، ومقدار مصاريف الكسوة جميعها بما فيها من ثمن الحرير والتلى، وأجرة الشغالة من أول العمل إلى آخره خمسة آلاف جنيه مصرى وخمسمائة جنيه.
وابتداء تشغيلها كل سنة من أول ربيع الآخر إلى شهر رمضان، وبعد انتهائها