للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويروى أن الإمام الشافعى لما دخل مصر حضر إليها وسمع عليها الحديث، وكان للمصريين فيها اعتقاد عظيم وهو إلى الآن باق كما كان، ولما توفى الإمام الشافعى أدخلت جنازته إليها وصلت عليه فى دارها، وكانت فى موضع مشهدها اليوم، ولما ماتت عزم زوجها على حملها إلى المدينة فسأله المصريون بقاءها عندهم فدفنت فى الموضع المعروف بها الآن بين القاهرة ومصر عند المشاهد، وهذا الموضع يعرف يوم ذاك بدرب السباع فخرب الدرب ولم يبق هناك سوى المشهد وقبرها مشهور بإجابة الدعاء عنده وهو مجرب اه.

وفى إسعاف الراغبين فى فضائل أهل البيت للشيخ محمد الصبان: وأن المشهور بمصر أن السيدة نفيسة هى بنت الحسن بن زيد بن الحسن أن جمهور النسّابين يقولون: أنها بنت زيد بن الحسن بن على ولدت بمكة سنة خمس وأربعين ومائة، ونشأت بالمدينة فى العبادة والزهد وكانت ذات مال، فكانت تحسن إلى الزمنى والمرضى وعموم الناس، ولما ورد الشافعى مصر كانت تحسن إليه وربما صلى بها فى رمضان ولما قدمت مصر كانت بها بنت عمها السيدة سكينة ولها بها الشهرة التامة فخلعت عليها الشهرة فصار للسيدة نفيسة القبول التام بين الخاص والعام وماتت وهى صائمة فألزموها الفطر فقالت: واعجباه لى منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه وأنا صائمة أفطر الآن هذا لا يكون. ثم قرأت سورة الأنعام فلما وصلت إلى قوله تعالى: ﴿(لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ)(١) ماتت وكانت قد حفرت قبرها بيدها وقرأت فيه ستة آلاف ختمة، ولما ماتت دفنت فيه ببيتها فى درب السماع بالمراغة محل معروف بينه وبين مشهد ها الذى بزار الآن مسافة، ثم ظهرت فى هذا المكان الذى يزار الآن لأن حكم الحال فى البرزخ حكم إنسان تدلى فى تيار جار فيظهر بعد ذلك فى مكان آخر اه.

وفى رحلة النابلسى: أن قبر السيدة نفيسة معروف بإجابة الدعاء مقصود للزيارة من كل جهة، ولما وصلنا إلى القرافة للزيارة ابتدأنا بزيارة قبرها فدخلنا نحن والجماعة الذين كانوا معنا إلى مزارها المعمور، فإذا هو ملآن من الناس مع كمال الخشوع والحضور والنساء هناك وجدناهن تقرأ لهن القرآن امرأة حافظة بالصوت العالى وكوكب الهيبة والجلال فى سماء تلك الحضرة متلألئ/فوقفنا وقرأنا الفاتحة ودعونا الله تعالى، ثم دخلنا إلى معبدها هناك وصلينا فيه ركعتين بقصد


(١) سورة الأنعام: ١٢٧.