حصول البركة، وفيه شباكان مطلان على قبور الخلفاء العباسيين عليهما من الحديد شبكة، وقرأنا الفاتحة ثانيا ودعونا الله تعالى وخرجنا بأدب وحضور (١) اه.
وفى كتاب المزارات للسخاوى: أن سبب قدوم السيدة نفيسة إلى مصر أنها حجت ثلاثين حجة راكبة فى بعضها وماشية فى بعضها، وكانت تقرأ القرآن وتفسيره وتقول:
إلهى لك علىّ زيارة قبر خليلك إبراهيم ﵊. فحجت سنة وقضت حجتها وتوجهت مع زوجها إلى بيت المقدس فزارت قبر الخليل وأتت مع زوجها إلى مصر فى رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة. وكان لقدومها إلى مصر أمر عظيم تلقاها الرجال والنساء بالهوادج من العريش، ونزلت أولا عند كبير التجار بمصر جمال الدين عبد الله بن الجصاص - بالجيم - وقيل: بالحاء. وكان من أصحاب المعروف والبر فأقامت عنده شهورا يأتى إليها الناس من سائر الآفاق للتبرك، ثم تحولت إلى مكانها المدفونة به وهبه لها أمير مصر السرى بن الحكم. وسبب ذلك: أن بنتا يهودية زمنة تركتها أمها عندها وذهبت إلى الحمام فشفاها الله تعالى ببركة السيدة ﵂ وأسلمت، ثم أسلمت أمها ثم أسلم أبوها ثم أسلم جماعة من الجيران يقال أن عدد من أسلم فى هذه الحادثة سبعون نفرا ودارا فى ذلك النهار أو تلك الليلة.
ولما شاع ذلك لم يبق احد إلا يقصد زيارتها وكثر الناس على بابها؛ فطلبت الرحيل إلى بلاد الحجاز فشق على أهل مصر وسألوها الإقامة فأبت فركب إليها السرى بن الحكم وسألها الإقامة؛ فقالت: إنى امرأة ضعيفة وقد شغلونى عن جمع زادى لمعادى ومكانى قد ضاق بهذا الجمع الكثيف. فقال لها: أما ضيق المكان فإن لى دارا واسعة بدرب السباع فأشهد الله أنى قد وهبتها لك وأسألك أن تقبليها منى. وأما الجموع الوافدة فقررى معهم أن يكون ذلك يومين فى الجمعة وباقى أيامك فى خدمة مولاك، فجعلت لهم يوم السبت ويوم الأربعاء إلى أن توفيت فى هذا المكان.
وكراماتها ومناقبها جليلة وقد أقبل على زيارتها فى الحياة وبعد الممات خلق لا يحصون من العلماء والخلفاء والأولياء وغيرهم. قيل: أن الخلعى كان يقول عند زيارتها:
السلام والتحية والإكرام من العلى الرحمن على السيدة نفيسة الطاهرة المطهرة سلالة البررة وابنة علم العشرة الإمام حيدرة. السلام عليك يا ابنة الإمام الحسن المسموم أخى
(١) راجع (رحلة الحقيقة والمجاز للنابلسى ص ١٨٩ ط الهيئة المصرية اليامة الكتاب).