حتى تموت غريقة. ويعتقدون أن ذلك أمر يتوقف عليه زيادة النيل. ونقل بعض الإفرنج أن ذلك كان عادة للمصريين من قبل المسيح بنحو ألفى سنة.
انظر الكلام على ذلك فى مدينة نيلوبوليس.
ومن عوائد هذه البلدة أيضا ككثير من بلاد تلك الجهات مثل: طوخ البراغتة ونحوها. أن يحملوا المشروط للزوجة من غلال وذبائح على جمل يزينونه بمنديل حرير فى رقبته. وقبل ليلة البناء تزين العروس بالحلى وثياب الحرير، ويطاف بها حول البلد فيخرج إليها بعض محبيها من النساء، فتعزم عليها بالبيات عندها. فتبيت هناك تلك الليلة، ومعها بعض أحبتها من النساء. ويهيأ لهن الطعام الفاخر. وفى الصباح تذهب إلى بيت أبيها، وفى آخر النهار تجتمع عندها أقاربها وصحباتها من النساء، فيكشفن صدرها ويرصعنه بالدراهم المبلولة بالريق، ويسمى ذلك نقطة ترده إليهن عند أفراحهن. ثم يأكلن وينصرفن. ثم تزف إلى بيت الزوج، وعند دخوله للبناء بها تقف الناس خارج بابه، فإن لم يغب بل خرج إليهم فى زمن قريب شكروه على ذلك، وقالوا له: بيضت الشاش يا عريس. وإن أبطأ عليهم صفقوا على أكفهم وقالوا:
العجل العجل يا أخى. فإذا خرج إليهم عبسوا فى وجهه. وفى خارج الدار خيمة أو ديوان مهيأ وفيه قوم جلوس ينتظرونه. فإذا خرج إليهم قاموا إليه وعانقوه، وقالوا له: العاقبة للبكارى وش العريس يا مليح.
وفى صبح تلك الليلة يأتى من أغلب بيوت أهل البلد طعام إلى بيت الزوج، فيأتى أحدهم بخوان عليه أربع فطيرات فيأخذ أهل الزوج ثلاثة ويردون الخوان بواحدة. وفى وقت الظهر يخرج الغداء من بيت الزوج للناس عموما.
فيأكلون، وينصرفون وينصرف الطبالون بعد أخذ عوائدهم من الكسوات وغيرها.
وكذا فى المأتم يأتى من كل بيت إلى بيت الميت خوان عليه أربع فطيرات. فإذا تكامل اجتماع الخوانات، وضعوا قدام كل واحد من الحاضرين فطيرة، فيأكل منها ما شاء. وما زاد يدخلونه بيت الميت، هكذا فى الأيام