وحكى ابن الأثير أن سحابة نشأت فى سنة إحدى عشرة وأربعمائة بأفريقية، فكانت شديدة الرعد والبرق وأمطرت حجارة أهلكت كل من أصابته.
ومن العجائب أيضا أنه أتى إلى المتوكل بحجر سقط بناحية طبرستان، وزنه ثمانمائة وأربعون رطلا أبيض اللون فيه صدع، وذكروا أنه سمع لسقوطه هدّة من أربعة فراسخ فى مثلها، وأنه ساخ فى الأرض خمسة أذرع.
وحكى الجاحظ أن سحابة طخياء (مظلمة) ظهرت بايزج (وهى مدينة بين أصبهان وخورستان) تكاد تمس قمم الناس، وسمعوا فيها كهدير الفحل، ثم دفعت أشد مطر حتى استسلموا للغرق، ثم دفعت بالضفادع والشبابيط العظام السمان فأكلوا وادخروا، حتى أن قوما من الجبل مطروا مطرا كثيرا فى أثنائه سمك، وزن بعضه رطل ورطلان.
وقد حقق دساسى أن حادثة مطر الدم ببلخ ذكرها الطبرى، وكانت فى سنة مائتين وخمس وأربعين، وحادثة الحجارة التى وقعت بأفريقية كانت فى سنة أربعمائة وإحدى عشرة كما قال أبو الفداء، وجعل ابن الأثير ذلك فى ربيع الثانى من هذه السنة.
وذكر القزوينى أن وزن كل حجر من حجارتها خمسة أرطال، وأما حجر طبرستان فكان وقوعه سنة مائتين واثنتين وأربعين أو خمس وأربعين، وأما واقعة الحديد المتقدمة فقد وقع مثلها فى ناحية شرقوف، وأخذت منه قطعة صار امتحانها فى سنة ألف وثمانمائة وأربعة، فى مجلس علماء مدينة (بطرسبرغ) تخت مملكة الروسا.
وقال دساسى أنه عرض أيضا على المجلس قطعة حديد مما وقع فى سنة ألف وسبعمائة وخمسين ميلادية بقرب قرية ابكنسك من بلاد التتار، وقد تكلم عليها السّيّاح بلاص فى الجزء الرابع من كتاب سياحته، وقال: إنه بعد إزالة قشرتها السطحية يكون الباقى حديدا لينا، ومكسره أبيض وبه خروق