للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأخصاص والخيوش، وفيها رجل من كرام العرب يدعى بجلبى مخيمر له منزل ومضيفة متسعة مبنية من اللبن، وعندها وابور ماء فوق ترعة البقر، ويزرع فى أرضها الشعير كثيرا.

وهذا الاسم وهو المذكور فى بعض الكتب، والظاهر أنها هى التى يقال لها الآن سوادة، إذ لم نعثر فى القطر على بلد يقال لها سويدة، وفى بلاد الصعيد بلدة أيضا تسمى سوادة، وقد تكلمنا عليها.

ونقل دساسى فى كتاب «الأنس المفيد» عن «كتاب الدرر المنتقيات» أن هذه القرية رجمت بخمسة أحجار من السماء، فوقع حجر منها على خيمة أعرابى فاحترقت، ووزن منها حجر فكان عشرة أرطال، فحمل منها أربعة إلى الفسطاط وواحد إلى تنيس.

ونقل أيضا عن أبى المحاسن أن سقوط تلك الحجارة عليها كان فى شعبان سنة مائتين واثنتين وأربعين هجرية.

وذكر السيوطى هذه الحادثة فى ذلك التاريخ وقال: إن فى سنة تسع وسبعين وستمائة فى يوم عرفة وقع فى بلاد مصر برد كثير، أتلف كثيرا من الغلال، ووقعت صاعقة بالإسكندرية وأخرى تحت الجبل الأحمر على حجر فأحرقته، فأخذ ذلك الحجر وسبك فخرج منه من الحديد أواق بالرطل المصرى، انتهى.

وهذه الحوادث كثيرة الوقوع إلى زماننا هذا، ولأهل البلاد الأجنبية اعتناء بحفظ ما يسقط من السماء من الحجارة وغيرها، فيجعلون لها أماكن يسمونها الميزيوم (محل الفرجة)، ويكتبون هناك تاريخ وقوعها وما حصل منها.

ونقل دساسى أيضا عن «الدرر المنتقيات» أيضا أنه سقط بأرض جوزجان قطعة حديد قدر خمسين منا، مثل حبات الجاورس المنضمة، ولم يعمل فيه الحديد، قال: ومن العجائب أنها أمطرت بناحية بلخ دما عبيطا، وسقطت أحجار كالحديد والنحاس فى وسط الصواعق، ويوجد ذلك ببلاد الترك وربما يكون بأرض جيلان.