للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخليج الناصرى، فصدر أمره للعمال بجمع الناس من البلاد وأتموه فى شهرين، وقد بينا أن الخليج الناصرى، كان حيث الجانب الشرقى لشارع مصر العتيقة المار أمام القصر العالى وقصر العينى وسراى الإسماعيلية.

وفى أواخر زمن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون كان ساحل النيل عند مصر العتيقة، ومحله الآن الشارع الكبير المسلوك الذى به جنينة السادات، وجنينة سليمان باشا الفرنساوى، وبيت البارودية وغيره، وكان بعد أن يفارق مصر العتيقة يمر بقنطرة السد، ثم بجامع الخطيرى المعروف بجامع التوبة، وبعد ذلك يسير إلى شبرى.

فما تكوّن عن النيل من حين الفتح إلى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة - آخر سلطنة الناصر محمد بن قلاوون - هو جميع الأرض الواقعة بين هذا الساحل والشارع الطوالى الممتد من السيدة نفيسة إلى السيوفية إلى الغورية إلى الحسينية إلى الوايلية. وفى سنة سبع وأربعين وسبعمائة حدثت جزيرة فيما بين بولاق والجزيرة الوسطى سميت «بجزيرة حليمة»، وذلك فى سلطنة الملك الكامل شعبان بن محمد بن قلاوون، ثم بعد زمن اختلطت بما حولها من الأراضى. ثم بعد هذا التاريخ قل تنقل النيل، إذ فى زمن الغورى عملت سواقى العيون على النيل.

وفى سنة خمس وعشرين وتسعمائة، فى إمرة خير بك على مصر بعد استيلاء العثمانيين على هذه الديار، كانت جنينة شجر خيار شنبر الموجودة بجوار تكية القصر العينى كما هى الآن على النيل، وجامع الخطيرى لم يبعد عن النيل إلا بقدر سبعة وأربعين مترا، ولما أنشأ سنان باشا جامعه المعروف «بجامع السنانية» جعله على ساحل النيل، ولما دخلت الفرنساوية الديار المصرية سنة ألف ومائتين وثلاث عشرة كان تجاه جامع السنانية/أرض متسعة تخلفت عن النيل، وكان عرضها من الساحل إلى الجامع مائة وتسعة وثمانين مترا، وكانت فضاء لا بناء فيها ألبتة، وكان السالك على ساحل النيل