للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المملوكة لزينب هانم بنت محمد على عرضا. وفى خلال سنة سبعمائة حدثت جزيرة فيما بين جزيرة الروضة وأرض اللوق، عرفت فى الخطط بجزيرة أروى وبالجزيرة الوسطى، وهى المعروفة الآن «بجزيرة العبيط»، وفى بعضها سراى الإسماعيلية، وكانت شبه قرية صغيرة فهدمت مبانيها فى زمن الخديوى إسماعيل واستعيضت بأرض فى خط عابدين، تعرف الآن «بالجزيرة»، وفى مبدأ الأمر كان الماء يفصلها عن اللوق والمراكب تمر من حولها، ثم ارتدمت واختلطت بأرض اللوق، ولما بعد النيل عن القاهرة واتسعت هذه الأرض، بنت الناس فى محل بولاق، وكثرت مبانيها حيث جامع الخطيرى، وامتدت العمارة على أرض اللوق وجزيرة الفيل إلى منية الشيرج. وفى سنة سبع عشرة وسبعمائة عمر السلطان الملك الناصر الجامع الجديد الناصرى، فى محل شون التبن السلطانى خلف السور، ومحله الآن حوش التكية كما قدمناه، وكان ذرعه أحد عشر ألف ذراع وخمسمائة ذراع بذراع العمل، وكان طوله من الجنوب إلى الشمال مائة وعشرين ذراعا وعرضه مائة ذراع، وكان يشرف من قبليه على بستان العالمة.

وفى هذه السنة وصل النيل فى المقياس إلى ثمانية عشر ذراعا وستة أصابع، ففاض وانقطع الطريق بين القاهرة ومصر، وفيما بين كوم الريش - وهى الزاوية الحمراء - ومنية الشيرج، وخرج من جانب المنية وأغرقها وأتلف كثيرا من الدور والبساتين بأرض اللوق ومنشأة المهرانى ومنشأة الكتبة وبستان الخشاب. وفى سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة قويت زيادته عن العادة فانقطع من ناحية بستان الخشاب - يعنى من أمام قصر العينى - ودخل الماء فى بولاق وغرق باب اللوق عند جامع الطباخ، واتصل الماء إلى باب البحر فهدمت عدة دور وتلفت جملة بساتين من جزيرة أروى وجزيرة الفيل وغيرهما، فأمر الملك الناصر محمد بعمل جسر من بولاق إلى منية الشيرج، وصار الجميع بحرا واحدا. وفى سنة خمس وعشرين وسبعمائة أمر الملك الناصر بعمل