والفسطاط، ويطرح المستخرج من الرمل فى هذه البقعة، فاتسعت، وبنى فيها خواص السلطان، ثم صارت الدور والبساتين التى كانت على النيل خلف ما استجد من العمارات، وحدث بستان العالمة فى قطعة أرض أباحها لها السلطان الصالح، فعمرت بجانبه منظرة مطلة على النيل، واتخذ الملك الصالح الأرض المتسعة الواقعة بحرى هذا البستان وجعلها شونا للتّبن، وكانت خلف سور الفسطاط. ولما آل الأمر إلى السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بنى فيها الجامع الجديد الناصرى الذى تكلم عليه المقريزى فى الجوامع.
وكما كان النيل قد بعد عن ساحله عند الفسطاط، كذلك بعد فى الجهة البحرية فيما بين قنطرة السد ومدينة عين شمس، وبعد عن المقس، فكانت أرضه تجف زمن احتراق النيل، وينبت بها البوص والحلفاء، وتنزل المماليك السلطانية هناك لرمى النشاب، ثم صارت تتسع كل سنة حتى اتصلت بجزيرة الفيل، وبعد النيل عن جهة القاهرة البحرية/وعن عين شمس وحدثت فى مجراه أرض الزاوية الحمراء وأرض المهمشة وبعض أرض منية الشيرج، وغرست فيها البساتين النضرة التى تكلم عليها المقريزى.
وقبلى أولاد عنان حدثت أرض اللوق غربى الزهرى، وأولا كانت تزرع أرض اللوق كما تزرع أراضى الأقاليم القبلية، ثم بدأ فيها البناء فى زمن الملك الظاهر بيبرس البندقدارى، وأول من سكن بها التتر كما بينا ذلك فى محله.
وأرض اللوق كان أولها عند قنطرة الصالح وآخرها عند كوم الدكة، وكانت عبارة عن منطقة من الأرض عرضها من جامع الطباخ إلى شارع مصر العتيقة، وكان بعضها بركا وبعضها صار أحكارا تكلم عليها المقريزى. وبعد سنة سبعمائة من الهجرة اتصلت أرض اللوق بالمقس فيما استجد من الأرض وبنى فيه مبان وبساتين، وعرفت هذه الخطة «بظاهر اللوق»، ومنها بستان ابن ثعلب ومنشأته وعدة أحكار بيناها فى كتابنا هذا، فظاهر اللوق من بيت حافظ السفرجى إلى المقس طولا، ومن قنطرة أبى العلاء إلى آخر بستان الدكة، وهى الأرض