للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبراهيم مع زوجته سارة، وسماه المقريزى «طوطيس»، هو «سلاطيس» أول من تسلطن من العمالقة على أرض مصر، وكان ذلك قبل المسيح بألفين ومائة وثلاث وسبعين سنة، ثم قال المقريزى:

وقد تمادت الدهور والأعوام، فجدد حفره ثانيا أدريان قيصر، أحد ملوك الروم، الذى جلس على تخت ملك رومة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة من سنى الإسكندر، وأقام فى الملك إحدى وعشرين سنة، وهو الذى خرب القدس وأهلك اليهود، ثم جدد المدينة وغيّر اسمها وسمّاها «إيلياء» وأسكنها اليونان.

ولما وفد هيرودوط أقدم المؤرخين على مصر، وساح في أرضها، وذلك قبل المسيح بخمسمائة سنة، قال فيما كتبه عليها:

«إن نيخوس بن إبسامتكوس هو أول من شرع فى اتصال النيل بالبحر الأحمر ولم يتمه.

ثم لما دخلت مصر فى حكم الفرس فى زمن دارا ملك العجم، شرع فيه مرة ثانية فأتمه، وجعل طوله أربعة أيام ملاحية، وعرّضه بحيث تمر فيه مركبان بالمجاديف، وكان يملأ بماء النيل، ومبدؤه فوق مدينة «بوبسط» بقليل، بقرب مدينة «باطموس» فى أرض مصر المستوية اللاحقة بأرض العرب فى مقابلة مدينة «منفيس»، مجاورا للجبل الذى به المحاجر. واتجاه الخليج من مبدئه عند الجبل من الغرب إلى الشرق، ثم يتبع سير الأودية، وبعد أن يبعد عن الجبل فى جهة الجنوب، يصب فى البحر.

وقد مات فى عمل هذا الخليج نحو من مائة وعشرين ألف عامل، وبعد أن وصلوا لإتمام قريب من نصفه أمر الملك بإبطال العمل فيه بناء على ما أخبره المقدسون من أنه يعمل هذا العمل لمتوحش». انتهى.

وبامتحان ما قاله هيرودوط المذكور من أن طول الخليج مسيرة أربعة أيام ملاحية، يظهر بفرض أن يوم الملاحة بالمجاديف عشرون ألف متر، وأن طول هذا الخليج يقرب من ثمانين ألف متر، وهى المسافة من تل بسطة أثر مدينة بوبسط