للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والجامع الآخر فى شارع الغورية بجوار الشرم والجمالون بين الأشرفية والفحامين على يمنة السالك فى الشارع من النحاسين إلى باب زويلة، وله بابان:

أحدهما: وهو الكبير على شارع الغورية تجاه التبليطة يصعد إليه بسلالم.

والثانى: تجاه باب سر الجمالون فى نهاية سوق الفحامين يتوصل منه إلى ميضأته ومراحيضه المنفصلة عنه بطريق السوق المسلوك من الفحامين إلى الوراقين.

أنشأه السلطان قانصوه الغورى مدرسة تشتمل على إيوانين كبيرين وآخرين صغيرين وجعل سقفها على البوائك من غير عمد وفرشها بالرخام الملون وكسا قبلتها ودائر حائطها إلى ارتفاع أكثر من متر بالرخام الملون أيضا، وبأعلى تلك الكسوة إزار من الرخام منقوش بالخط الكوفى به آيات من القرآن، وجعل بها منبرا من الخشب النقى بديع الصنعة يقصده السياحين للفرجة ويقال أن بها طلسما لمنع الذباب أن يدخلها. وقد حصل التنبه لذلك فلم يوجد بها ذباب، وعمل لها منارة عظيمة مرتفعة وأنشأ خانقاه وقبة ومكتبا وسبيلا.

وقد قيل أن القبة المذكورة بنيت للآثار النبوية/كما ذكر ذلك الشيخ حسن بن حسين المعروف بابن الطولونى المولود سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة فى كتابه النزهة السنية فى أخبار الخلفاء والملوك المصرية عند ذكر الملك الأشرف أبى النصر قانصوه الغورى حيث قال: وقد جدد مولانا السلطان عز نصره للمصحف العثمانى الذى بمصر المحروسة بخط مشهد الحسين جلدا بعد أن آل جلده الواقى له إلى التلف والعدم ولمكثه من زمن سيدنا عثمان إلى يومنا هذا فألهم الله تعالى مولانا المقام الشريف خلّد الله ملكه بطلبه إلى حضرته بالقلعة الشريفة، ورسم بعمل هذا الجلد المعظم المتناهى فى عمله لاكتساب أجره وثوابه، وأن يعمل له وقاية من الخشب المنقوش بالذهب والفضة وأنواع التحسين، وبرز أمره الشريف بعمارة قبة معظمة تجاه المدرسة الشريفة التى أنشأها بخط الشرابشيين بين سوق الجملون وسوق الخشيبة بمباشرة الجناب العالى الأمير ثانى بيك الخاز ندار وناظر الحسبة الشريفة وما معها، وأن تكون القبة المعظمة المأمور بعملها إن شاء الله تعالى مناظرة فى الحسن والإتقان لما سبق، كما رتبها بنظره الشريف ليكون فيها ما خصها الله تعالى به من تعظيمها بالمصحف الشريف العثمانى والآثار الشريفة النبوية، وغير ذلك من مصاحف وربعات، انتهى.

وقد وقف على جميع ذلك أوقافا جمة ورتب مرتبات كثيرة.