سنة ١٢٨١ هـ - وكان حسن راسم باشا حينئذ مفتش عموم الوجه البحرى - عمل مجرى صيفى فى الريّاح المذكور بعرض (١) خمسة عشر مترا من ابتداء الفم إلى أن يتصل بترعة الباجورية. وعمل هناك قنطرتان: إحداهما عند تقاطع البحر بالنعناعية، والأخرى عند تقاطعه بالسرساوية. ثم أخرج منه فرع من مقابلة جنينة رستم بيك الكائنة بناحية كوم الضبع يستمر إلى أن يصب فى بحر شيبين. وفى ذلك الوقت كان نزول المياه وإيرادها إلى بحر شيبين من قناطر القرينين؛ فزاد بذلك مقدار المياه الواردة للغربية. ثم فى سنة ١٢٨٥ هلالية حفر ثانيا وأصلح ما هو عليه الآن، فجعل قاعه من أسفل أربعه وستين مترا، وجعل له انحدار فى كل ألف متر خمسة سنتى متر.
وكان عمل قناطر الفم فى سنة ١٢٨٢ هلالية. وفى ذلك الوقت كنت ناظر القناطر الخيرية؛ فأحيل عملها على عهدتى بناء على قرار من رؤساء الهندسة صادر عليه أمر كريم. وفى هذا الحفر الثانى اجتمع لعمله نحو ثمانين ألف نفر، وفى ظرف ستين يوما أجرى حفره من الفم إلى أن وصل إلى بحر شيبين، وبلغ مقدار ما حفر بالأنفار فى هذه المدة نحو اثنى عشر مليونا من الأمتار المكعبة.
ولما تمّ حفره؛ جعلت أفواه جميع الترع التى كانت تأخذ المياه من البحر الأعظم - فيما بين القناطر الخيرية والقرينين - منه، مثل: ترعه النعناعية، والشنشورية، والسرساوية، والباجورية. وللآن بقى بعض قناطرها من غير استعمال، والذى استعمل منها أولا قنطرة الباجورية، ثم قنطرة السرساوية.
فقد علم أن هذا الاسم يطلق على البحر الممتد من بين قناطر بحر الشرق وقناطر بحر الغرب إلى أن يتصل ببحر شيبين، /وعند قنطرة القرينين.
وأما من هذه القنطرة إلى بحرى فلا يطلق عليه هذا الاسم، بل يسمى ببحر شيبين، وبحر الفريق من ابتداء السنطة إلى بحرى يسمى ببحر السنطة.
(١) فى الأصل: بفرض. ولعل الصحيح ما أثبتناه تبعا للسياق.