للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد شاع ذكره فى جميع الآفاق خصوصا بلاد المغرب، قال الجبرتى:

وكانت تأتيه الصلات من سلطان المغرب وتلك النواحى، وتوجه فى بعض المقتضيات إلى دار السلطنة وألقى هناك دروسا، حضره فيها العلماء وشهدوا بفضله واستجازوه، ورجع إلى مصر معظما مبجّلا ومعه مرسومات خطابا للباشا والأمراء، وقد أنعم عليه من الدولة بألف قرش، ورتب له من الضربخانه فى كل يوم قرش.

ومن كلامه :

دع الدنيا فليس بها سرور … يتم ولا من الأحزان تسلم

ونفرض أنه قد تم فرضا … فغم زواله أمر محتم

وكن فيها غريبا ثم هيئ … إلى دار البقا ما فيه مغنم

وإن لا بد من لهو فلهو … بشئ نافع والله أعلم

وسبب تلقيبه بالأمير أن جده الأقرب أحمد بن عبد القادر كان له إمارة حكم فى بلاد الصعيد، وأصلهم من الغرب ونزلوا بمصر عند سيدى عبد الوهاب أبى التخصيص الوفائى، ثم التزموا ببلاد منها سنبو ولهم فيها منزل كبير يعرف إلى الآن بدار الأمير، وأمامه مسجد صغير عامر يعرف بمسجد الأمير أيضا، وكانت ولادته يوم الأربعاء من ذى الحجة سنة أربع وخمسين ومائة وألف من الهجرة، وتوفى عليه سحائب الرحمة والرضوان يوم الاثنين عاشر ذى القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف من الهجرة.

ومما قيل فى رثائه بعد موته:

حلف الزمان ليأتين بمثله … حنثت يمينك يا زمان فكفر

وكان متكلما ذا جرأة، لا تأخذه فى الله لومة لائم بل يغلظ القول للأمراء وغيرهم، قال الجبرتى: قد حضر الوالى والمحتسب فى يوم