وعرفت بقنطرة السد، من أجل أن النيل لما انحسر عن الجانب الشرقى وانكشفت الأراضى التى عليها الآن خط بين الزقاقين إلى موردة الحلفاء وموضع الجامع الجديد إلى دير النحاس وما وراء هذه الأماكن إلى المراغة وإلى باب مصر بجوار الكبارة، وانكشف من أراضى النيل أيضا الموضع الذى يعرف اليوم بمنشأة المهرانى، صاروا إذا بدت زيادته؛ يجعلون على باب هذه القنطرة سدا من تراب إلى انتهاء الزيادة إلى ستة عشر/ذراعا، فيفتح السد حينئذ ويمر الماء فى الخليج الكبير، والأمر على هذا إلى اليوم. هذا كلام المقريزى.
ومنه يظهر أن القنطرة التى بناها الصالح هى التى كانت مستعملة إلى زمانه، ولم يكن على الخليج قناطر قديمة غير القنطرة الجارى عليها المرور من شارع مصر العتيقة إلى القصر العينى، وتسمى إلى الآن بقنطرة السد، وباسمها سمى الخط أيضا بخط قنطرة السد. والقنطرتان اللتان بعدها إلى النيل حادثتان فى زمن العائلة المحمدية، وهذه القنطرة قوسان - كما قال المقريزى - ويمر من فوقها إلى بستان الخشاب، وهو الأرض الواقعة أمام القصر العينى والقصر العالى الممتدة إلى الخليج، والتلال التي بعد عبور القنطرة جهة القصر العينى على يسار السالك، واقعة فى أرض منشأة المهرانى، وهى آثار المبانى التي ذكرها المقريزى فى منشأة المهرانى كما بينا ذلك فى موضعه.
فمما سبق لم يبق شبهة فى كون هذه القنطرة هى قنطرة السد التى بنيت بعد تحول النيل وبعده عن قنطرة عبد العزيز بن مروان، وبالتأمل يعلم أن قنطرة عبد العزيز بن مروان كانت علي جزء الخليج الواقع بين قنطرة السباع، وقنطرة السد، وإذا تعين موقعها، يتعين ساحل النيل القديم إلى ما بعد زمن الفاطميين بمدة، لأنها تكون نقطة منه، وهذا التعين سهل وطريقه أن المقريزى قال: إن عبد العزيز بن مروان بنى قنطرته عند ساحل الحمراء ليتوصل من فوقها إلى أرض الزهرى، وقال أيضا: إن موضع هذه القنطرة بحكر آقبغا