المجاور لخط السبع سقايات. وقال فى موضع آخر: إنها كانت بالمريس.
ولما تكلم على منظرة السكرة قال: إنها كانت بالمريس. فالقنطرة والمنظرة كانتا فى المريس حينئذ، وقد برهنا على أن منزل المرحوم حسن باشا راسم المملوك الآن لأحمد باشا كمال ابن عم الحضرة الخديوية التوفيقية وهو محل منظرة السكرة، فالأرض التى عليها هذا المنزل هى أرض المريس، فالقنطرة حينئذ تكون فى هذه الأرض. وقد وجدت بقرب منزل الست الشماشرجية رصيفا قديما مبنيا بحجارة كبيرة، لا يبعد أن يكون أحد أرصفة القنطرة، لأن المنازل والحارات الموجودة شرقى الخليج إلى شارع السيدة زينب هى فى حكر آقبغا، والأرض الموجودة أمام القصر العالى التى سميت فيما بعد ببستان الخشاب هى أرض بستان منظرة السكرة، وكان من أبدع البساتين، وقد أطال المقريزى فى وصفه، وفى غالب الظن أن حارة السيدة، كانت هى الطريق المسلوك منه إلى القنطرة ومن فوقها كان يتوصل إلى ساحل النيل وغربى الخليج وبساتين الزهرى وبالعكس.
وقد تلخص مما تقدم أن ساحل النيل فى سنة تسع وستين من الهجرة كان يمتد فى الجهة البحرية من بيت الشماشرجية إلى تحت جامع أولاد عنان، وكان يمر قريبا من بستان الزهرى موازيا لانعطافاته، وقد بينا أكثر أرض هذا البستان فى خطى الحنفى وعابدين، ولا يبعد أن امتداد شارع الحنفى إلى مقابلة شارع باب اللوق كان ساحل النيل، والأحكار التى خرجت من أرض بستان الزهرى تكون على يمين السالك فى هذا الشارع، وتكون على يساره أرض اللوق التى ظهرت فيما بعد، بعد انحسار النيل، وقد بسطنا الكلام علي ذلك فى محله.
ثم إن النيل بعد مفارقة أولاد عنان يكون غربى مدينة عين شمس على بعد من ساحله القديم، وفى الجهة القبلية يكون غربى جامع عمرو وقصر الشمع فى آخر الأرض التي انحسر عنها وابتنى فيها عبد العزيز بن مروان،