للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذى حفر الخليج الفراعنة. ونقل ما قاله عن بطليموس الجغرافى وقال: إن فمه كان أولا عند بوبست، ومده القيصر أدريان إلى نحو مدينة بابليون (قصر الشمع)، ولما تكلم على مدينة عين شمس قال: إن فى بحريها بركة، وقال: إنها تأخذ ماءها من الخليج المجاور لها. انتهى.

(قلت): أظن أن المراد بالبركة فى هذه العبارة بركة الحج وقد ارتدمت وصارت أرض مزارع، والخليج المصرى يمر بحافتها، فعلى هذا يكون الخليج المصرى هو الخليج القديم. وقد أتى هيرودوط المؤرخ فيما كتبه على مصر بما يوضح ما ذكره استرابون فقال ما ملخصه: إن الخليج بحرى عين شمس، وأول من شرع فى عمله [سيزوستريس] (١) فرعون مصر ولم يكمله، ولما ملكت الفرس بلاد مصر أراد دارا الأول تكملته فلم يتم له ذلك، ولما ملكت البطالسة أتموه فكان فرع منه يصل إلى السويس، وآخر يصب فى البرك المرة. فتلخص من هذا أن أول الخليج فى الزمن القديم كان عند عين شمس، وهناك كان يعمل موسم الخليج السنوى، وأن الخليج كان يتبع فى سيره أكثر المواضع التي شغلتها الترعة الحلوة الموصلة إلى بندر السويس، كما يدل على ذلك ما وجد من الآثار القديمة عند حفرها وحفر الترعة الإسماعيلية. وكان يمر بقرب بلبيس وقرية العباسة والتل الكبير والنفيشة وسيرابيوم والشلوفة، وفرعه الآخر الذى تقدم ذكره فى عبارة هيرودوط، كان يصب فى بركة التمساح بقرب محطة النفيشة أو بقرب السيرابيوم، ويملأ البرك المرة بسبب أن بركة التمساح والبرك المرة كانت متصلة بعضها ببعض وبالبحر الأحمر كما قال بذلك كثير من المؤرخين، وقد بعد النيل عن مدينة عين شمس، فبالضرورة انتقل فم الخليج إلى حيث كان النيل ولا مانع من


(١) فى الأصل: سيزواستريس.