بالوكائل التى على البحر فهجموا بضجيج عظيم وهم ينادون:«اليوم يوم المغازاة فى هؤلاء الكفار، ومن يتبعهم من النصارى، اليوم ننصر الدين ونقتل هؤلاء الملاعين».
فانتبه الفرنساوية من المنام واستعدوا للحرب، والتقوا مع هؤلاء الأمم وضربوهم بالرصاص والسيوف ومنعوهم من الدخول وكانت الهزيمة على أهل البلاد، مع أنهم أضعاف الفرنساوية، وقبل أن يطلع النهار أخرجوهم من البلد راجعين إلى قرية الشعراء حائرين فى أمرهم.
وكانت قد وصلت الأخبار عند طلوع الشمس إلى أهالى العزبة (بضم العين كما فى مراصد الاطلاع)، وهى قرية صغيرة عند بوغاز البحر الملح، أن المسلمين كبسوا دمياط، وقتلوا أولئك الكفار من الفرنسيس ونصارى البلد. وكان فى قرية العزبة خمسة أنفار من الفرنساوية فهجموا عليهم وقتلوهم، وقدم مركب فيه ثلاثة أنفار فقتلوهم، ثم هجموا على قلعة العزبة، وكان بها عشرون من الفرنساوية، فأغلقوا الأبواب ورموهم بالرصاص فرجعوا عنهم خاسرين.
وعند نصف النهار تحقق أن المسلمين رجعوا منكسرين والفرنساوية مقيمون بدمياط. فندم أهل العزبة على ما فعلوا وخافوا على حريمهم وعيالهم، فجمعوا حريمهم وأموالهم وانحدروا فى المراكب هاربين إلى نواحى عكا.
ووصل الخبر إلى دمياط بما صار من أهل العزبة، فركب الجنرال إليها، فلم يجد بها أحدا فنهب ما وجده فيها وأحرقها بالنار، ورجع إلى دمياط.
وأخذ الفرنساوية فى ابتناء حصون فى العزبة، ثم عزم الجنرال على المسير إلى لم المسلمين فى قرية الشعراء، وأمر بأن المجاريح من الفرنساوية ينزلون فى المراكب خوفا من مسلمى البلد. ولما رأى النصارى ذلك ذهبوا إليه، وقالوا له: لا يحل لك أن تذهب وتلقينا فى أيدى هؤلاء الأشرار، لأنا سمعناهم يقولون اقتلوا النصارى قبل الفرنساوية، فثنى عزمه عن المسير إليهم.
وكتب إلى حاكم المنصورة يطلب منه الإسعاف، فوجه إليه مائة وخمسين عسكريا، فعند حضورهم إليه سار بهم إلى قرية الشعراء وترك جنوده فى دمياط، فانهزمت منه الجموع التى بها فأحرقها وقتل من وجد بها، ورجع إلى دمياط، وصنع