للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحديد والمصرف، ففعل وصح قوله. ثم صنع أخرى برشيد، وراج أمره بسبب ذلك.

قال: ولما رأى الباشا هذه النكتة من حسين جلبى المذكور، قال: إن فى أولاد مصر نجابة وقابلية للمعارف. فأمر ببناء مكتب بحوش السراى، وأن يرتب فيه جملة من أولاد البلد ومماليك الباشا وجعل معلمهم حسن أفندى، المعروف بالدرويش الموصلى، يقرر لهم قواعد الحساب والهندسة وعلم المقادير، والمقياسات والارتفاعات، واستخراج المجهولات، مع مشاركة شخص رومى، يسمى روح الدين أفندى، بل وأشخاص من الافرنج، وأحضر لهم آلات هندسية متنوعة من أشغال الإنكليز، يأخذون بها الأبعاد والارتفاعات والمساحة، ورتب لهم شهريات وكساوى فى السنة، واستمروا على الاجتماع بذلك المكتب وسموه مهندسخانة فى كل يوم من الصباح إلى الظهر، ثم ينزلون إلى بيوتهم، ويخرجون فى بعض الأيام إلى الخلاء لتعليم مساحة الأراضى وقياساتها بالأقصاب وهو الغرض المقصود للباشا. ا. هـ.

وفى كتاب سيرة نابليون الأول: أنه حين دخل أمير الجيوش الفرنساوية بونابرت إلى القاهرة ورتب أمورها وقلد الجنرالات أحكام الديار المصرية، أرسل الجنرال بيال إلى مدينة دمياط -وكان ذا مكر واحتيال-فلما استقر فى مدينة دمياط أحضر سبعة من كبار تجارها وأقامهم لتدبير البلد وأعمالها، ثم رتب أغا إنكشارية، وأقام بالبلد واليا ومحتسبا، ورتب الترتيب القديم، وأحضر شيخ قرية الشعراء-وهى بالقرب من مدينة دمياط -وألبسه فروة وقلده سيفا، وأحضر شيخ اقليم المنزلة، المعروف بالشيخ حسن طوبار، وقلده سيفا مذهبا وجعله ملتزما. وكانت أهالى تلك الأقاليم تمتثل رأى هذا الشيخ وتقتدى به، وبعد ما تقلد الألتزام أتت إليه الكتابات مع أحمد باشا الجزار وإبراهيم بيك، وفيها يحثانه على أن لا يقبل الفرنسيس، وأن يستنهض أهالى الإقليم عليهم، ويكون مجتهدا فى حربهم وواعداه فى المكاتيب بسرعة الوصول إليه بالعساكر الوافرة. فاشتهر هذا الشيخ بضدية الفرنسيس وخبث النية عليهم، واستنهض أهل القرى التى حوله وعقدوا رأيهم على أن يجتمعوا فى قرية الشعراء- بالقرب من دمياط -يهجموا على الفرنساوية ليلا، وأوصلوا الخبر إلى أهل دمياط.

وفى شهر ربيع الثانى هجمت الرجال على البلد ليلا، وكان الفرنساوية مقيمين