وفيه أيضا، أن مراد بيك نزل دمياط فى شهر الحجة من سنة تسع ومائتين وضرب عليها ضربية عظيمة.
وفى يوم الأربعاء سادس عشر ربيع الأول سنة ثمانى عشرة ومائتين وألف، حصلت واقعة بين عثمان بيك البرديسى، أحد كبراء المصريين، ومحمد باشا خسرو، الوزير من طرف السلطنة، وقتل كثير من الفريقين، وممن قتل يومئذ، حسين كتخدا شنن، ومصطفى أغا التبريل. وهجم المصريون على دمياط، ودخلوا بمخامرة بعض رؤساء عساكر الباشا، ونهبوها، وأسروا نساءها وافتضوا الأبكار وصاروا يبيعونهن كالأرقاء، ونهبوا الخانات والبيوت، والوكائل والمراكب، حتى بيع فرد الأرز، الذى هو نصف أردب، بثلاثة عشر نصف فضة، والكبس من الحرير الذى قيميه خمسمائة ريال بريالين، والتجأ الباشا إلى القلعة وتترس بها، فأحاطوا به من كل جهة، فطلب الأمان فأمنوه، ونزل من القلعة وحضر إلى البرديسى، وقد خطف بعض العسكر عمامته، فلما رآه البرديسى ترجل عن مركوبه وقابله وتمنى بالسلام عليه وألبسه عمامته وأنزله فى خيمة بجانب خيمته محافظا عليه. ولما وصل الخبر مصر ضربوا مدافع كثيرة من قصر العينى والقلعة والجيزة ومصر القديمة، واستمر ذلك ثلاثة أيام بلياليها، وفى عصريتها حضر إلى القاهرة جيوخدار البرديسى، وهو الذى قتل حسين شنن، وحكى حاصل الواقعة، فألبسه إبراهيم بيك فروة، وأنعم عليه ببلاد المقتول وبيته وزوجته وأملاكه، وجعله كاشف الغربية. وذهب إلى وكيل الألفى أيضا فخلع عليه، وصار يبذل الذهب فى حال ركوبه. وفى يوم الجمعة ذهب إلى مقام الإمام الشافعى، ﵁، وأرخى لحيته على عادتهم فى ذلك. ا. هـ.
وفيه أيضا (١)، فى حوادث سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف أنه: اتفق أن شخصا من أبناء البلد، يسمى حسين جلبى عجوة، ابتكر بفكره صورة دائرة، وهى التى يدقون بها الأرز، وعمل لها مثالا من الصفيح تدور بأسهل طريقة، بحيث أن الآلة المعتادة إذا كانت تدور بأربعة أثوار، فيدير هذه ثوران، وقدم ذلك المثال إلى الباشا العزيز محمد على، فأعجبه/وأنعم عليه بدارهم، وأمره بالمسير إلى دمياط ويبنى بها دائرة يهندسها برأيه ومعرفته، وأعطاه مرسوما بما يحتاجه من الأخشاب