وبجوار سنهور من قبلى، ثم أبو كساه، ثم أبشيه، وبحرى ناحية النزلة بنحو نصف ساعة، ثم يمتد مغربا إلى نهاية وادى الريان من غرب، وهذا هو الانكسار الثانى ومن نهاية هذا الانكسار إلى البركة ابتداء الانكسار الثالث.
الطبقة الثالثة: هى هذا الانكسار الثالث، وهو من مسافة ساعة ونصف إلى ساعتين.
وكان عدد بلاد الفيوم كما قيل ثلثمائة وستة وستين بلدا، منها مائة بلد يقال لها بلاد وردان، وفم بحرها من اليوسفى من الكوم الأسود. وآثار هذا البحر موجودة إلى الآن، ويظهر فى أغلب الجهات بالجبل بعض تقاسيمه، ويدور من شرق شمال الفيوم، ثم من بحريه، ويدور مغربا بشمال بركة قارون، وآثاره موجودة، وآثار كروم العنب إلى نهاية بركة القرن الشرقية من غرب، وهذه البلاد بوسط قطع جرف ذلك البحر بجوار ناحية دمو، ويسقط ذلك البحر فى مجرى القناطر العشرة القديمة التى كانت توصل إلى بركة القرن، وكان لا يسعف بسدّه، وعادة بلاد الفيوم أن أرضهم من أسفل حجر، ولم يكن بها مياه عذبة، ومتى انقطع عنها ورود المياه ترحل أهلها، فهذا سبب فى خراب بلاد وردان.
ومنها مائتا بلد يقال لها بلاد الريان، وكان لها بحر جسيم خارج من اليوسفى ومبدؤه يسمى بخور الوسية، وله قناطر تسمى أبواب الصفيرة، ويمر قبلى ناحية قلهانة، وقبلى أطيان دفنو، ثم قبلى ناحية شدموه، ويمر مغربا ويتفرع منه فروع بتقاسيم مقدرة إلى نهاية بلاد الريان، وآثاره موجودة إلى الآن، ثم حصل به قطع فى جرفه البحرى ناحية منية الحيط، وحصل حفر واد جسيم إلى بركة القرن، وهذا القطع بلغ نحو سبعمائة متر. ولما لم يلحق بوقته حصل ما حصل لبلاد وردان. وبقيت الآن نواحى الفيوم ستة وستين بلدة، والأطيان المنحصرة بتلك النواحى مائتان وأربعون ألف فدان، وما بقى من الأطيان علت عليها الرمال، وكانت بلاد الرّيان تصرف مياهها فى بركة غربى بركة قارون، طولها نحو ثمان ساعات، وعرضها من ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات،