لطيف من الخشب النقى والإيوان العلوى يفصل بينهما ثلاث بوائك مقنطرة مبنية بالحجر الفص النحيت الأحمر، وبالإيوان الثانى دكة من الخشب برسم المؤذنين لإقامة الصلوات وشباكان أحدهما أصفر من النحاس والثانى حديد مطل على الصحراء، وبأعلى الجامع تسعة شبابيك برسم النور منها شبا كان حديدا والسبعة خشبا يغلق على كل منهما زوجا باب خشبا نقيا، ويعلو الجنب الذى فيه المحراب خمس قمريات من الزجاج الرومى النفيس الملون خلف كل قمرية شباك من الخشب، وفى الجهة الغربية من الجامع مقام مولانا الإمام عقبة المشار إليه دائر عليه مقصورة من الخشب الخرط بها باب يدخل منه إلى ضريح ذلك الإمام، ويعلوه قبة عظيمة معقودة بعلوها هلال من النحاس المطلى بالذهب، وبسفلها اثنتا عشرة طاقة وبجوار المقرنص ثمان طاقات بها قمريات من الزجاج الملون النفيس الرومى مفروشا ذلك كله بالحجر الفص النحيت، والجامع مسقف خشبا نقيا فرخا شاميا مدهونا بأنواع الدهانات الملونة.
وأنشأ ذلك الأمير بجوار الجامع زاوية جعلها مكتبا لطيفا، وهى تشتمل على محراب دائر البناء بالحجر الفص النحيت الأحمر يجاوره من الجهتين شباكان من النحاس الأصفر الاسبيدريه المثمن، يغلق على كل منهما زوجا باب يعلو المحراب مدورة شباك خشبا نقيا، ويعلو كلا من الشباكين شباك معقود بالحجر الفص النحيت به شباك خشب وتجاه الداخل أربع خزائن، وهناك شباكان باذهنج برسم النور وتلقى الهواء، ويجاور المحراب شباكا حديد يغلق على كل منهما زوجا باب، وعلى يمنة الداخل شباك حديد تجاهه خزانة خرستان عليها زوجا باب عربى يعلوه شباك برسم النور والهواء، ويعلو باب الزاوية شباك يجاوره عن يسراه صفة لطيفة. والزاوية مسقفة خشبا نقيا فرخا شاميا مدهونا بأنواع الدهانات الملونة مسبلة الجدر بالبياض مفروشة الأرض بالبلاط الكذان.
وأنشأ الصهريج الكبير المعقود على أربع مراتب وقبة بوسطه وبيارة المكمل بالخافقى وغيره على العادة، وعلى فمه خرزتان مركبتان تعلو أحدهما الأخرى والعليا من الرخام والسفلى من الحجر، ويجاورهما حاصل للماء يصل منه الماء إلى حوضى المزملتين اللتين أنشأهما: إحداهما كبرى وأرضها مفروشة بالرخام الملون النفيس مسقفة فرخا شاميا وبها شباكان، وبجوار باب الدخول المزملة الأخرى يجرى إليها الماء فى مجرى من الرصاص.
وقد وقف ذلك الأمير على هذا الجامع والضريح أوقافا جمة منها المكان الذى بجوار هذا الجامع الكائن بسفح الجبل بجوار سيدى ذى النون المصرى ﵁ والليث بن سعد والإمام الشافعى ﵄ وزاوية ساداتنا بنى الوفا.