لقتال السلطان سليم خان بحلب، فجاء الخبر: أن الغورى كسرت عساكره وفقد هو تحت سنابك الخيل فى مرج دابق وهرب بقية الجراكسة إلى مصر.
وله مآثر من عمارات وخيرات منها: مدرسته التى برأس الشوائين فرغ من بنائها سنة تسع وتسعمائة، والمدفن الذى يقابلها وكان يود أن يدفن فيه: ﴿(وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)﴾ (١) ومنها منارة الأزهر وجامع المقياس بالروضة وما جاوره من قاعات ومساكن وغير ذلك، وعمارة سبيل المؤمنين بالقرافة وعمارة بندر عقبة أيلة وتمهيد جبالها للسالك فيها وسحابة للفقراء بطريق الحاج كل سنة مستمرة إلى الآن والسواقى بمصر القديمة والمجراة منها إلى القلعة والقبة بالملقة بقرب المطرية وما يليها من الكشك والمجالس المطلة على الملقة، وعمر بمكة المشرفة باب إبراهيم/ ﵇، وبيوتا حوله وميضأة خارج باب إبراهيم على يمنة الخارج، ومنها ترخيم حجر البيت الشريف وبنى سور جدة وكانت بلا سور.
وكانت مدة تصرفه فى السلطنة ست عشرة سنة وثلاثة أشهر تقريبا، انتهى.
وفى نزهة الناظرين: أنه أقام سلطانا خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وخمسة وعشرين يوما واشتد ملكه وهيبته فهابته الملوك وأرسلت قصادها إليه كملك الهند واليمن والمغرب والروم والمشرق والفرنج وفك الأسارى منهم، وكانت له المواكب الهائلة، وكانت فيه الخصال الحسنة، وكان يصرف إلى مطبخ الجامع الأزهر فى شهر رمضان ستمائة وسبعين دينارا ومائة قنطار من العسل وخمسمائة أردب قمحا، انتهى.
ومن مآثره ما ذكرناه سابقا عن كتاب وقفيته، ومنها ما فى وقفيات أخر إحداها مؤرخة سنة اثننتين وعشرين وتسعمائة وهى أماكن ثلاثة بخط الجامع الأزهر تشتمل على حوانيت ومخازن وقاعات ومساكن بجوار المدرسة الطيبرسية ومكان برحبة موقف المكارية وحوانيت ووكائل أخر بالخط المذكور، ومكان بقناطر السباع تجاه المدرسة البردبكية ومكان بخط الأكفانيين يعرف بقاعة الذهب وأمكنة وحوانيت ووكائل بسوق الوراقين وما جاوره، ومكان بالمهامزيين والعيدانيين بقيسارية العصفر وآخر بخط الرسامين بقرب وقف آل ملك وخزائن السلاح، وبناء محكر بالاخفافيين بقرب مقعد خزائن السلاح، ومكان بالخيميين بقرب خان بهادر، ودار بقرب حمام الخراطين، ومكان بقرب حمام المصبغة، وآخر بخط بين القصرين يعرف بالمستخرج، وآخر برأس