كان أيضا هناك أرضى فرفعه وحسنه، وبباب النصر ربعا ووكالة وحوانيت صار بعضها فى رحبة حاجب الجامع، بل عمل بجانبه أخلية ومطهرة صارت خلف بيت الخطابة سواء، وبالقرب من قنطرة أمير حسين بالشارع ربعا وبيت امرة وسبيلا وصهريجا، بل جدد مسجدا لطيفا كان هناك وبالدجاجين بالقرب من الهلالية ربعين متقابلين وحوانيت ووكالة وغيرها وفى وسطهما سبيل وحوض للدواب، بل حفر بئرا هناك بمشارفة جانم دوادار، كما أنه شارف عمارة بيت أركماس الظاهرى المطل على بركة الفيل أيضا، وعمارة بيت جرباش بالقرب من حدرة البقر، بل اقتطع منه ما بنى فيه رواقا ومقعدا ودوار ليكون بيتا لطيفا لأمير، وعمل مباشرة كاتب السر هناك خانا وطاحونا وفرنا وحوانيت، بل ربعا وشارف شاذبك أيضا عمارة بيت الطنبغا المرقبى بخط سويقة اللالا المطل على الخليج، وبيت فى درب الخازن معروف برد بك المعمار مطل على بركة الفيل مجاور لبيت أمامه البرهانى الكركى، وابتنى عمارة عظيمة على البركة أيضا مضافة لبيت خير بك وبيتا تجاهه أيضا، وآخر بباب سر جامع قوصون مطل عليها أيضا إلى غيرها مما لا يمكن حصره كمكان من جهة سويقة العزى يسكنه ابن الظاهر خشقدم.
وأما الأماكن المبنية والقصور العلية التى صارت إليه ممّا لا ينحصر أيضا كبيت مثقال الساقى المجاور للأزهر تملكه عند نفيه وزاد فيه ربعا وقاعات وغير ذلك، وبيت ابن عبد الرحمن الصيرفى من بين الدرب وبيت ناصر الدين بن أصيل تجاه جامع الأقمر وبيت محمد بن المرجوشى، وله فى عمائره وغيرها الغرام التام فى توسعة الشوارع، وأزال ما يكون لذلك من الموانع.
وبالجملة فلم يجتمع لملك ممن أدركناه ما اجتمع له، ولا حوى من الحذق والذكاء والمحاسن مجمل ما اشتمل عليه ولا مفصلة وربما مدحه الشعراء فلم يلتفت لذلك.
ويقول: لو اشتغل بالمديح النبوى كان أعظم من هذه المسالك، وترجمته تحتمل مجلدات من الأمور الجليات والخفيات، وقد أطال السخاوى فى ترجمته فارجع إليها إن شئت اهـ ملخصا.
وفى نزهة الناظرين: أن الملك الأشرف هو أبو النصر قايتباى الظاهرى المحمودى نسبة للخواجا محمود جالبه والظاهرى جقمق معتقه، وهو السادس عشر من ملوك الجراكسة والحادى والأربعون من ملوك الترك، بويع له يوم خلع الظاهر تمر بغا يوم الاثنين سادس رجب سنة اثنتين وسبعين. فأقام فى السلطنة تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر وعشرين يوما.