من تاريخه أعلاه إلى سعادة حسن باشا ناظر ديوان الداخلية ومن بعده لمن يلى وظيفته، ثم مشروط أنه إن تعذر الصرف على الجامع يصرف الريع على المدفنين بمصر والاسكندرية وبأيلولة الوقف للمدفنين يكون النظر لناظرهما حين ذاك، وإن تعذر الصرف على المدفنين أيضا يصرف الريع على الفقراء والمساكين وبأيلولة ذلك للفقراء والمساكين يكون النظر على الوقف لمن يكون والى مصر.
انتهت صورة الوقفية وهذا جميع ما نص فيها.
ثم أحدث خمس ليالى مواسم بالجامع المذكور منها: ليلة المعراج الشريف بإحيائها بتلاوة القرآن وبقراءة قصة المعراج بحضوره مع حضرات العلماء الأعلام والذوات الفخام والتجار العظام وغيرهم من أرباب الطرق ورؤساء التكايا، وذلك بعد /تناولهم الطعام من مائدة فاخرة تصنع لهم بديوان الخديوى، ومنها ليلة نصف شعبان بهذه المثابة ثم ثلاث ليال من رمضان منها ليلتا المولد أعنى ليلة الثالث عشر وليلة الرابع عشر؛ لأنه لما توفى بالاسكندرية أحضروه فى الثالث عشر ودفن فى الرابع عشر فأحدث عمل المولد فى هاتين الليلتين، وليلة سبع وعشرين من رمضان التى هى ليلة القدر يتلى فيها تفسير سورة القدر، ويوقد بالجامع فى كل ليلة من تلك الليالى اثنا عشر ألف قنديل داخلا وخارجا وستمائة شمعة من سمك خلاف الشمع الاسكندرانى الذى يوقد بالشمعدانات التى بوجه القبلة وداخل المقصورة.
وإلى وقتنا هذا جار عمل تلك الليالى بقلعة مصر العامرة.
ثم انتقل المرحوم محمد سعيد باشا إلى رحمة الله تعالى فى سنة ١٢٧٩ هجرية وتولى بعده الخديو إسماعيل باشا فى ٢٨ رجب من السنة المذكورة.
وفى هذه السنة قدم مولانا السلطان عبد العزيز إلى مصر فهيئت لإقامته بالقلعة سراية المرحوم محمد على باشا فأقام بها سبعة أيام، وفى يوم الجمعة خرج للصلاة بالمسجد المذكور فى موكب عظيم بمقدمته الذوات الفخام مشاة على الأقدام إلى أن دخلوا الجامع المذكور، وصلى الجمعة فى الكشك الذى أعد له فيه بجوار منبر الجامع، وكان قد صنع له كشك بالمسجد الحسينى وبالمسجد الزينبى لصلاته فيهما فاتفق أنه لم يصل فيهما، ثم بعد ذلك أمر الخديو إسماعيل باشا إحضار سترا آخر من الإستانة العلية؛ فأحضر ووضع على الضريح وهو من حرير أخضر مخيش بالقصب الأصفر والأبيض والأحمر مكتوب عليه بمقابلة باب المقصورة أبيات وهى: