للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومكتوب بالدور الثالث: الله . وبالجانب الأيسر دوائر صغيرة وكبيرة مكتوب بالصغيرة من أعلى وأسفل: ﴿(رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا)(١) إلى آخر السورة، ومكتوب بالكبيرة قوله تعالى: ﴿(سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ)(٢) إلى آخر الآية، وبأعلى هذا الدور فى الدائرة الثالثة الكبيرة مكتوب أول آية الكرسى، وبدور الستر الوسطانى ثلاث دوائر مكتوب فيها: ﴿(إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً)(٣) ﴿(إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً)(٤) وبالدور الثالث ثلاث دوائر مكتوب فيها: علىّ ، حسن ، حسين .

وجميع الكتابة بالقصب المخيش والثلث المجوف إلا القليل فإنه بالنسخ، ثم أمر بإعمال أبواب المسجد فصنعت له أبواب من خشب الجوز بسماعات من النحاس، ثم أمر بعمل محلات أدب فعملت بالجانب الأيمن للداخل من رحبة المسجد وهى ست عشرة خلوة اثنان بباب مخصوص للذوات وأربع عشرة لجميع الناس، وتجاه ذلك طرقة كبيرة بباب آخر ويقابله باب يدخل منه إلى محل متسع به حنفيات من الرخام ومصلى بها قبلة من الرخام، وبالمصلى باب داخله محلات مخازن وبها أيضا قبتان من خشب إحداهما مكسوة بالرصاص، ثم أحاط رحبة الجامع المذكور بسور/من الحجر وعمل له طرقة ووضع فوقه درابزين من النحاس وأحاطه بدائر الجامع كله، وأهدى مصحفين شريفين بماء الدهب بخط المرحوم إبراهيم أفندى رشدى المولوى، وهما بالمقصورة مع مصاحف ودلائل أهديت من طرف أفراد العائلة الخديوية.

ثم لما آن للدّين أن يبلغ مناه وينجلى عنه صداه تولى مركز الخديوية الجليلة أفندينا محمد باشا توفيق؛ فنظر إلى هذا المسجد بعين الاحترام، وصار ملازما على حفظ آثار أسلافه الفخام؛ فيحضر فيه بنفسه وأكابر دولته فى كل ليلة من ليالى المواسم السالفة الذكر، ويغمر أهل هذا المسجد بإحساناته العامة وفواضله الشاملة التامة، ووضع به نجفة من البلور النفيس أمام باب القبة القبلى وتمم ما نقص من العمارات به، وأمر بتصليح رخام الصحن وإعادة رصاص القبب الذى سقط منها، وأمر حفظه الله بعمل بيارق وستارة


(١) سورة البقرة: ٢٨٦.
(٢) سورة الزمر: ٧٣.
(٣) سورة الإنسان: ٢٢.
(٤) سورة الإنسان: ٥.