للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى قلائد العقيان: إن من خيرات مولانا الوزير حمزة باشا تعمير مقام الإمام الأوحد والولى الأمجد الشيخ أحمد الحنفى الشهير بالطحاوى بالقرافة من بناء وترتيب ما يقوم بشعائره ورتّب قرّاء يقرءون على ضريحه وأجرى عليهم صدقات جارية له ثوابها، وكانت ولاية الوزير حمزة باشا على مصر ودخوله إياها فى شوّال سنة أربع وتسعين وألف.

وهو أول وزير دخل مصر اسمه حمزة، وكان قائما مقامه بمصر المحروسة مير الحج الشريف الأمير ذو الفقار بيك، وطلع بموكب جليل ومنظر جميل تقصر عن عظمته العبارة، وكان قدومه على مصر مباركا فدّرت فيها البركة ورخّصت الأقوات بحيث إن الأردب القمح بيع فى صعيدها بعشرين نصفا فضة والأردب الفول بثمانية عشر نصفا فضة والأردب الشعير باثنى عشر نصفا فضة والأردب العدس كذلك، وشحنت الأسواق باللحوم والفواكه والثمار بحيث إن رؤية العين أشبعت البطن وارتفع الوباء والبلاء وانتصب فيها فسطاط العدالة، وكان متشرعا ناسكا محبا للعلماء محسنا إلى الفقراء، شفوقا على الرعايا كاتبا حاسبا، واجتمع فيه ثلاث خصال: الحلم، وعدم سفك الدماء، وعدم نهب الأموال. إلا أنه لضرورة كونه فى آخر القرن قامت فى آخر مدته فتن وإغارات، ثم عزل فى سنة ثمان وتسعين وألف انتهى.

وفى حجة وقفيته المؤرخة بسنة تسع وتسعين وألف: أنه أرصد على هذه الزاوية والمقام والسبيل والحوض والساقية جهات منها ما إيراده من العثامنة المصرية فى السنة سبعة وخمسون ألفا وتسعمائة وستون عثمانيا مقيدة بدفتر الكشيدة بالديوان العالى، يصرف منها أجرة جمال لحمل الماء من النيل إلى السبيل والزاوية كل يوم أربعون عثمانيا ولشيخ القراء بالمقام والزاوية يوميا عشرة عثامنة، ولخدمة المقام كذلك، ولخادم السبيل ستة عثامنة يوميا، وللوقاد اثنان، ولثمن الزيت كذلك، ومعلوم الناظر ثلاثة، وللبواب كذلك، وللفراش اثنان، ولخمسة عشر يقرأ كل واحد منهم جزأين من القرآن كل يوم ثلاثون عثمانيا، ولعشرة يقرأ كل واحد جزءا واحدا فى المقام كل يوم عشرون عثمانيا، وللخفير كل يوم عثمانيان، ولمفرق الربعة عثمانى واحد، وأرصد أيضا بدفتر الرّوزنامجة بالديوان العالى كل سنة خمسة آلاف وخمسمائة وثمانية وثلاثين عثمانيا، منها للناظر الحسبى فى السنة خمسمائة وأربعون وللمباشر كذلك، وثمن