مكة، وهاجر بعض أتباعه إلى بلاد الحبشة، فقام أهل المدينة مع النبى ونصروه، وغيّر اسم المدينة فقال:(لا تقولوا يثرب إنما هى طيبة)، ثم صار الناس يقولون: المدينة المنورة.
واتخذ المسلمون الهجرة مبدأ تاريخ الإسلام، وسمى بالتاريخ الهجرى.
وحيث كانت هجرته-﵊-ليلة الجمعة ستة عشر شهر يوليه الإفرنجى، سنة ٦٢٢ من الميلاد، جعل هذا اليوم مبدأ تاريخهم. والسنة الهجرية: اثنا عشر شهرا قمرية، فمن هنا تكون السنة الهجرية أقل من/الشمسية بأحد عشر يوما، ويكون الاثنان وثلاثون سنة شمسية، قدر ثلاث وثلاثين سنة قمرية. فإذن ينبغى لمن أراد أن يستخرج السنة الهجرية من التاريخ الميلادى، أن يطرح من التاريخ الميلادى ما مضى منه قبل الهجرة وهو ٦٢٢، ثم يضيف إلى كل ٣٢ سنة مما بقى منه سنة فما بلغ فهو التاريخ الهجرى، مثلا لو أردنا أن نعرف السنة الهجرية الموافقة لسنة ١٨٧٣ ميلادية، نطرح منها ٦٢٢ سنة، التى مضت قبل الهجرة، فيبقى معنا ١٢٥١، نضيف إليه ٣٩ سنة، وهى عدد احتواء ١٢٥١ على ٣٢، فما بلغ فهو التاريخ الهجرى.
وقد اتخذ ﵊ المدينة مركزا، وصار يعّلم الناس ويهديهم، ودخلت الناس فى دين الله أفواجا، وقدر ﷾ أن يكون مبدأ نصرة دينه، وإعلاء كلمته، يوم هجرته من مكة، فكان ذلك هو الأساس؛ لعدول خلق كثيرين عن معتقدهم القديم، واتخاذهم دين الإسلام دينا.
وكان-﵊-فى ذلك الحين يخطب الناس. ويبلغهم كلام الله، ولكن كان أكثرهم ينكر عليه ولا يصغى إليه، فجرّد المسلمون السيف لإعلاء كلمة الله وانتصار الدين القويم، فرفعت كلمة الله على أقوى أساس، وتمكن المسلمون بما حصل لهم من النصر المتتالى، وكثرة الداخلين فى الإسلام، ممن كانوا يعبدون الأوثان وغيرهم، فلم يلبثوا غير يسير، إلا وقد ظهر من صحارى جزيرة العرب، رجال ذوو علم وبأس، واجتمع منهم جيوش إسلامية، سطت بقوّتها وحسن تدبيرها على الممالك المجاورة من ممالك الشرك،