فاستقامت له الأحوال، وانتظمت الأمور - نسأل الله تعالى أن يصلح به أحوال عباده ويكثر به خير بلاده، آمين بجاه سيدنا محمد، سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.
***
وحيث وصلنا إلى هذا الحد من سرد الحوادث التى ألمت بالقاهرة منذ أسسها الفاطميون إلى هذا الزمان، أعنى سنة خمس وثلثمائة وألف من الهجرة النبوية، وبيان التقلبات العجيبة فى المدد المتتابعة على وجه الإيجاز، أردنا أن نبين ما كانت عليه القاهرة من هيئة المبانى أولا، ليتمكن المطالع لكتابنا هذا من المقارنة بينها وبين ما حدث فى القطر المصرى، فى أيام العائلة المحمدية العلوية إلى زمن الخديو المعظم محمد توفيق - أيده الله تعالى - من الأبنية والعمارات والأعمال التى بيّناها فى مواضعها من هذا الكتاب، ويعلم أن السعادة كالشقاوة تلحق الأمكنة والبلاد، كما تلحق الأزمنة والعباد.