وبالتأمّل فى هذا الجدول، يعلم أن عدد الواردين بالثغر على اختلاف مقاصدهم بلغ فى سنة ١٨٧٢ ميلادية قدر الواردين عليه فى سنة ١٨٣٧ ست مرات، وإذا أخذت متوسط الواردين على الثغر من ابتداء استقرار الخديوى إسماعيل على التخت وهو ٥٩١٩٦، وقابلته بعدد الواردين فى السنة السابقة على توليته وهو ٣٢٧٢٢، تجد الزيادة السنوية المتوسطة ٢٦٤٧٤، وهى لا تنقص عن الأصل إلا بقدر خمسة تقريبا.
ويظهر من ذلك أن عدد الواردين بلغ عدد الأصل مرتين إلا خمسا، وربما فاقها فى السنين التى لم يعمل فيها الإحصاء، وهما سنتان ١٨٧٣ وسنة ١٨٧٤.
وفى تلك النتائج دلالة على متانة الارتباطات والعلائق الحاصلة بين الديار المصرية والأقطار الأجنبية، ومما يؤكد ذلك حركة التجارة نفسها، فقد بلغ مشحون السفن الواردة على الثغر فى سنة ١٨٧١ (١٢٧٥٦١٩) طونولاتو، وبلغ مقدار الوارد من البضائع فى جميع المين ٤٢٥٥٦ طونولاتو وبيانه:
سفينة طونولاتو
مينا أبى قير ....... \٥٣٨\ ٤١٢
فى السويس ........ \٥٥٤\ ٣٢١
فى رشيد ......... \٩٠٩\ ٩٠٥
فى دمياط ........ \٧٧٧\ ٤٠٩١٨
٢٧٧٨ ٤٢٥٥٦
والخارج من القطر من هذه المين إلى بلاد السواحل الشامية والرومية وغيرها، يقرب من ذلك، وهذا خلاف الوارد على مينا السويس من جهة السواحل السودانية، والحبشية، والحجازية، وغيرها.