وبالتأمل فى هذا الجدول يعلم أن قيمة الوارد والصادر من البلاد الإنكليزية إلى الديار المصرية، يبلغ ضعف قيمة جميع البضائع الصادرة والواردة من كل دولة على حدتها، وأن كل دولة على نحو النصف منها.
وبمقارنة أحوال التجارة فى هذا الزمن بأحوالها فى المدد السابقة، تجد بينهما بونا بعيدا، فإن قيمة البضائع الواردة على الثغر والصادرة منه فى سنة ١٨٢٣ ميلادية، أعنى قبل الآن بخمسين سنة، كان قريبا من مليونين وثلث مليون جنيه مصرى، وهو قريب من تسع قيمة بضائع سنة ١٨٧٢، وأن نسبته إلى قيم الوارد والصادر فى سنة ١٨٦٢ ميلادية، تجده فى هذه السنة قريبا من اثنى عشر مليونا وثلث مليون جنيه مصرى، وهو أقل من قيمة التجارة فى سنة ١٨٧٢ بأكثر من نصفه/فقد ظهر لك أن التجارة والأرباح لم تزل آخذة فى الزيادة من سنة إلى سنة، من ابتداء جلوس المرحوم محمد على باشا على التخت، واستمرت على ذلك فى زمن من خلفوه على هذه الديار، وأن بلوغها الدرجة العظمى كان بالهمم الخديوية.