للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جعلت بورت سعيد معتبرا اعتبار الثغور الأصلية، لما حصل منه من الفوائد الجليلة العائدة على ما جاوره من البلدان، لأن هذا الثغر بالنسبة لما جاوره، كثغر الإسكندرية بالنسبة لسائر الجهات، إذ يرد عليه من مديريات الشرقية والغربية، والدقهلية من متجرات أهل تلك الجهات، كما يرد إلى الإسكندرية من مديريات البحيرة والغربية، وإن كان باعتبار حالته الراهنة لا يبلغ معشار ما عليه مدينة الإسكندرية من الرفاهية ولكن لكونه مرسى السفن الواردة من الجهات الشرقية والغربية، استدعى ذلك أن يكون به حركة تجارية، ومعلوم أن تغذية هذه الحركة إنما تكون فى الغالب من أهل الجهات المجاورة له، ولا يخفى ما فى هذا من الفوائد العائدة عليهم وعلى غيرهم.

وقد أحصى عدد السفن المارة بالقنال فى سنة ١٨٦٠ ميلادية فكان ١٠٥، وعدد السياحين المارين به فكان ٤٠١، ثم أخذ يزيد حتى بلغ الوارد به من السفن فى سنة ١٨٧٢ ميلادية ١٤٤٣، ومن السياحين ٦٢٠٦٢، والمتوسط فى ظرف الثلاث عشرة سنة من السياحين ١٧٦٤٦، ولا بد أن ذلك يزيد على طول الزمن، وكذلك الحال فى المسافرين الذين نزلوا بهذا الثغر ثم ارتحلوا منه إلى الديار المصرية، لأن عددهم فى سنة ١٨٧٠ ميلادية كان ٢٨٢٩، وفى سنة ١٨٧٢ كان ٢١٣٧٦، ولا ينكر أحد أن نزولهم بهذا الثغر وقيامهم منه إلى أى جهة من القطر يستوجب من طرفهم مصاريف، بحسب أحوالهم وثروتهم واختلاف مقاصدهم، فتقع فى أيدى الأهالى، وتزيد بذلك حركة التجارة لأنها تابعة للأخذ والإعطاء قلة وكثرة.

***