وعدد السفن البخارية الموجودة على بحر النيل ٥٨ سفينة، منها ٢٨ خاصة بمصالح الدائرة السنية، والباقى مستعمل فى المصالح العمومية.
ومقدار قوة تلك السفن ألف وأربعمائة حصان، ونحرق فى السنة الواحدة ٢٦٢٥٠٥ طونولاتو من الفحم الحجرى.
وجميع هذه القوى حادثة بالهمم الخديوية، وهى من أعظم أسباب الثروة، ومن أكبر أدلة التقدم لهذه الأقطار، إذ ما حصل بسببها من الفوائد داخلا وخارجا لا ينكر، وبها يتيسر نقل الأثقال الكبيرة فى أقرب وقت بأقل كلفة، مع اختراقها جميع البحار فى سائر الفصول، آمنة من عواصف الرياح وتلاطم الأمواج، فقد عم الأمن جميع الطرق برا وبحرا، وأخذت تلك القوى فى النمو شيئا فشيئا من غير فتور إلى أن وصلت إلى ما هى عليه الآن وهكذا لا تزال ترقى فى درج التقدم.
وبعد أن كانت الديار المصرية أسيرة السفن الأجنبية، لم تقتصر على التخلص من هذا الأسر، بل اجتهدت حتى زاحمت جميع الدول فى مزاياها، وجعلت لها خطوطا تجارية تسير فيها صادرة وواردة، وتمر فى البحار المجاورة لها على الجهات الواقعة عليها، وتشترك مع غيرها فى وجوه الانتفاع إلى أن صار لها خطوط تمر ببلاد اليونان، وبلاد آسيا فى البحر الرومى، وتمر فى البحر الأحمر لجهة مصوع، وسواكن، وجدة وبلاد العرب، وهذا غير ما لها فى بحر النيل، وخط اليونان يمر ذهابا وإيابا بجزيرة سيرا، وجزيرة شيو، ومدينة أزمير، وميلتين، وتندوى، والدردنيل، وحالبلولى (١) والقسطنطينية.