والهمم كانت متوجهة إلى تركيب خط السودان، وقد حصل بالفعل تركيب بعضه، وتعين من يلزم من المهندسين والعمال بمعية سعادة شاهين باشا لمباشرة عمل الخط الواصل إلى شندى، ولكن صار الإعراض عن ذلك الآن، والرأى الذى كان صار التصميم عليه بمعرفة المهندس الإنكليزى (فلولر) أن التجارة تسير على النيل فى المسافات السهلة الخالية عن الموانع، وتسير على السكك الحديد فيما عدا ذلك، وحيث أن أصعب طريق السودان هو خط العطمور لطوله، وخلوه عن الماء، وشدة حره، جعل فى هذا الطريق شريط يبتدئ من وادى حلفه ويمشى على الشاطئ الأيسر من النيل فى ناحية مطامه، فى مواجهة ناحية شندى الواقعة على الشاطئ الأيمن، وطول هذا الخط ٨٨٩ كيلومتر.
والخط المذكور يصير تكميله، فيما بعد، من جهة بحرى بخط يوصله إلى ناحية أسوان، ومن الجهة الشرقية القبلية بخط يوصله إلى ناحية مصوع، وفى طريقه يمر بناحية كسله، والمسافة التى بين وادى حلفه ومطامه جعلت أربعة أقسام.
صمم فى القسم الأول على عمل ست محطات:
الأولى\: وادى حلفة نفسها تكون رأس الخط
الثانية\: فى ناحية ساروس على بعد\٥٢ كيلومتر من وادى حلفة
الثالثة\: انسيجول على بعد\١٠٢ كيلومتر
الرابعة\: عكاشة على بعد\١٤٧ كيلومتر
الخامسة\: غمارة على بعد\٢٠٣ كيلومتر
السادسة\: كوهى على بعد\٢٥٧ كيلومتر
والقسم الثانى: يشتمل على تعدية النيل عند ناحية كوهى.